عاش ملعب الساورة ومدينة بشار أمسية هيتشكوكية قبيل، خلال وبعد مباراة كرة القدم بين الفريق البشاري شبيبة الساورة والضيف اتحاد الحراش، عنفا في المدرجات تحول إلى حرب بالحجارة في شوارع المدينة لم تجد لها وحدات الأمن وسيلة لإخمادها سوى الغازات المسيلة للدموع. مباراة كروية عادية بمدينة هادئة مثل بشار الحدودية مع المغرب أفرزت كل هذه الزوابع، واقترن اسم فريق الساورة الصاعد الجديد للدوري الأول وممثل الجنوب الجزائري، بهذه الأحداث سيما بعد تفجير نادي شباب باتنة لفضيحة محاولة رشو لاعبيهم من قبل النادي البشاري عبر وسطاء من بلعباس و قسنطينة. اليوم يوجد فريق الساورة ورئيسه زرواطي في عين الإعصار رغم أن المقاول الكبير بمنطقة بشار يؤكد «بأن مؤامرة تحاك ضد فريقه» من قبل عديد نوادي الشمال في حين مناصرو النادي يتحدثون عن الحڤرة التي يحاول «كبار» الكرة الجزائرية ممارستها عليهم وهم في أقصى الجنوب الغربي لخريطة الوطن، فبدأت بخسارة شبيبة القبائل هناك وما تبعتها من تهم وانتهت بأحداث لقاء الحراش . وفي غياب أدلة موضوعية يحتكم إليها العقل، يبقى الوضع غريبا في الساورة إلى درجة أن البعض يريد تسويد صورة هذا الفريق وهذه المدينة لحاجة في نفس يعقوب، فالحڤرة الكروية حقيقة قائمة في الجزائر لا مفر منها ، وتعرضت لها عديد النوادي التي تنتمي للجزائر العميقة، والتاريخ يتذكر ما حدث لمدرسة عين مليلة ولفريق غالي معسكر وشبيبة تيارت وسريع غيليزان ، ولاتحاد الشاوية وشبيبة سكيكدة ولوداد بوفاريك وأولمبي المدية طوال 30 سنة الفارطة وكلها فرق سقطت نحو البطولات الدنيا جراء قرارات فوقية من أصحاب الحل والربط في عالم الكرة الجزائرية وفي غالب الأحيان تستخدم الهيئات الكروية مثل الفاف والرابطات لتقنين الحڤرة . وفريق الساورة قد يكون حلقة جديدة من هذه الممارسات الدنيئة التي فرضت خارطة كروية حسب مقاس الكبار، وهذا لا يعني بأننا نبرئ رئيس الساورة زرواطي من التهم الموجهة إليه التي تتحدث عن محاولاته رشو الحكام واللاعبين وقضية شباب باتنة مطروحة لدى الأمن والعدالة . وبين إحساس أبناء الجنوب بالتهميش والحقرة وما يحدث في الواقع من سلوكات غير رياضية في الملاعب تأتي قضية الساورة لتفتح النقاش مجددا عن دور كرة القدم في جمع شمل أبناء هذا الوطن ومحاولة المغرضين استخدام الجلد المنفوخ للتفريق بين أفراد ه المجتمع .