❊ على الوزارة تخصيص إعتمادات مالية لتطوير القطاع بالجنوب ❊ صعود الفريق إلى الرابطة الأولى ذكرني بموسم الطلعة إلى القسم الثاني سنة 1971، تحت قيادة المدرب بوحزب ❊ هجرة اللاعبين والمشاكل المالية تسبّبت في ضياع النادي ❊ قدامى لاعبي السّاورة ضحّوا بمناصب عملهم ودراستهم، حبّا في الفريق. ❊ سعيدة، مولودية وهران، تلمسان إستفادت من أحسن العناصر في السبعينات ❊ ساهمنا في عقد المصالحة بين فرق بلعباس، جياسكا و»الرويسو« وحتى شيخ زاوية القنادسة كانت له مبادرات إنسانية. بن هلال العيد المعروف في الوسط الكروي ببشار سابقا ب »سي الجيلالي« واحد من الأسماء البارزة التي ساهمت في تأسيس أول نادي لشبيبة السّاورة في أواخر الستينات، هذه الشخصية التي ما زالت تقدم الدعم والسند القوي للفرق الرياضية تحتفظ بذاكرة قوية عن تاريخ الكرة بعاصمة الساورة بإعتباره أحد الفاعلين والمسيّرين السابقين الذين عاصروا الجيل الذهبي الذي صنع أول إنجاز في تاريخ الرياضة بالجنوب الغربي عندما حقق الصعود إلى حظيرة القسم الثاني في موسم (1970 1971) وساهمت في هذا الإنجاز أسماء لامعة لعبت في صفوف الجياساس يتقدمهم قاسمي ، بلبحري، مسعودي، بودلال، عبيدي، بوزيان، قريشي، كروي ، يوتخيل، بن حمادي، مانكو وغيرهم من الذين لا يزال يتذكرهم محدثنا الذي أشاد بما فعلوه بالكرة متمنيا خيرا عليهم واعتبرهم بمثابة المرجع الذي تعود إليه الأسرة الرياضية ببشار لذكر أفضالهم خاصة وأنهم ضحوا بمناصب عملهم، ودراستهم لتشريف ألوان النادي ، كما قدم تهانيه لفريق شبيبة الساورة ، هذا الموسم الذي حقق إنجازا ولا أروع سيحفظ في سجل الكرة ببشار مرجعا الفضل الكبير للمسيّرين الذين أعادوا بعث هذا الفريق ولمواصلة مسيرة الفريق يقول محدثنا الذي لم يتوان في تلبية دعوة »الجمهورية« وزارنا بمقر الجريدة يجب أن توضع كل الإمكانيات المادية للفريق للحفاظ على مكانته في حظيرة النخبة. ❊ بداية ما تقول عن الإنجاز التاريخي الذي حققه أبناء الجنوب الغربي هذا الموسم؟ صعود فريق شبيبة الساورة إلى حظيرة الكبار أعاد إلى ذاكرتي موسم الطلعة إلى القسم الثاني سنة 1971 وبالرغم من أن الظروف في الماضي كانت تختلف من حيث الإمكانيات المادية والبشرية، إلا أن الإرادة كانت موجودة والعزيمة التي تحلى بها المسيّرون تحدت كل الصعاب حيث كنّا نواجه بعض المشاكل التي عرقلت مسيرة الفرق الصغرى ومن هنا بدأنا التفكير في إنشاء فريق يضم العديد من اللاعبين الذين إختيروا من نوادي أخرى على غرار الدبدابة، بشار الجديد ، القنادسة والعبادلة، وفريق وسط المدينة ليتم تشكيل فريق متكامل سمّي آنذاك بالشباب الرياضي لبشار (جياسبي بشار). ❊ بمناسبة حديثك عن تاريخ الكرة في بشار فالكثير لا يعلم أن الفريق تأسس في أواخر السّتينات والأغلبية تعتقد أن شبيبة السّاورة أنشأت في 2008؟ حقيقة أن الفريق توقف عن النشاط لفترة من الزمن وإن صحّ القول لعدة سنوات بسبب المشاكل والصعوبات التي واجهها المسيّرون آنذاك وأحيطكم علما أن منشأ فريق الساورة يعود لسنة 1969 وقد ساهمت في تشيكلة أسماء رياضية تركت بصماتها في تاريخ الكرة بالجنوب الغربي. ❊ نعلم أنك كنت أحد المسيّرين الفاعلين الذين ساهموا في تكوين النواة الأولى لشبيبة الساورة سنوات السّتينات أليس كذلك. ❊ لم أكن الشخص الوحيد الذي ساهم في تأسيس الفريق تلك الفترة فلقد عمل إلى جانبي كل من تيجني، سلاوانجي الذي كان يشغل في نفس الوقت كاتب الدولة المكلف بالمهاجرين بالإضافة إلى معمري الذي عيّن آنذاك كاتب عام بالبلدية إلى جانب أيضا كل من عمي سليمان الذي كان مسؤولا بمعهد التكوين المهني وكذا كل من حمودي محمد الذي شغل منصب أمين الخزينة بالولاية وأيضا عتبة أحمد أحد الإطارات السابقة بالخزينة العمومية ولا أنسى أيضا علي مالوفي، وجبار مبارك وسي معمري الذي تكفل بشؤون تسيير فرع كرة القدم وساهم في تكوين الحكام، فكل هذه الأسماء كان لها الفضل في تشكيل النواة الأولى لفريق الساورة وبالضبط سنة 1969 بهدف إعطاء دفع قوي للرياضة بعاصمة الساورة التي كانت أنديتها تتخبّط في مشاكل لا حصر لها خاصة من جانب السفريات الشاقة نحو المناطق الشمالية. للحفاظ على الطاقات الشبانية قررنا إنتقاء أحسن اللاعبين من فرق بشار الجديد، الدبدابة القنادسة والعبادلة لتشكيل فريق الساورة من أجل تمثيل الجنوب الغربي في المنافسات المحلية. ❊ هل تم إعتماده من طرف الرابطة الجهوية في نفس السنة؟ في البداية أسندت مهام تدريب الفريق للمدرب محمد بوحنوب الذي قاد التشكيلة عندما كانت تنشط في القسم الشرفي وحقق معها الصعود والتتويج باللقب وسيطر آنذاك على المنافسات المحلية خلال 3 مواسم كامة وجاء بعد ذلك موسم الصعود إلى القسم الثاني سنة 1971 بعدما تم إعتماد بطولة مصغرة شاركت فيها فرق السوڤر، بريد وهران، وارة سونطراك إلى جانب فريقنا جياساس الساورة الذي تمكن من إحتلال المرتبة الأولى بعد تفوقه في جل المقابلات بإستثناء الهزيمة المسجلة أمام بريد وهران بملعب المشرية وكان ممثل بشار الفريق الوحيد الذي يأخذ على عاتقه التكفل بمصاريف إيواء وإطعام الفريق الزائرة القادمة من وهران، سعيدة ومعسكر. ❊ هل هذه الشروط كانت مفروضة على جميع الفرق التي كانت تستقبل خصومنا آنذاك؟ لا أعتقد ، فالأمر كان يقتصر فقط على فريق الساورة الذي كان ملزما بالتكفل بجميع الفرق التي يواجهها في ميدانه وهذا الشرط وضعته الرابطة الجهوية آنذاك والتزاما نحن المسيّرين بتنفيذه ، وبالموازاة مع ذلك كنا نقيم تربصات. ❊ لتكوين الحكام والتي كان يشرف عليها سي معمري ولعلمكم فالميزانية كانت ضئيلة جدا ولا تكفي لتغطية كل سفريات الفريق بإتجاه الشمال. ❊ كم مكثت من وقت في تسيير الفريق ومن هم اللاعبين الذين صنعوا أفراح البشاشرة في تلك الفترة؟ بقيت في الفريق قرابة العامين وخلفني بعد ذلك حمودي محمد علي وعمل إلى جانبه حمو الماء لكن الأمور لم تسر على ما يرام بفعل المشاكل التي حدثت وأثرت على مسيرة الفريق منها هجرة بعض اللاعبين الذين لعبوا في صفوف مولودية وهران ووداد تلمسان ومولودية سعيدة . على غرار مسعودي وبلبحري، بودلال، ولعب أيضا في صفوف السّاورة كل من محمد المدعو قريشي بشير عبيدي الذي كان يلقب ببيلي ، بوزيان بن موسى (موسى صغير) والذي كان أحسن ظهير أيمن في التشكيلة إلى جانب كل من كرومي محمد، مكناسي. بالإضافة إلى موري محمد الصغير الذي كان واحد من اللاعبين المتميزنين في تشكيلة الساورة وأتذكر أيضا حمليلي، كرومي، محمد محمد حمودة وابراهيم وهناك لاعبين آخرين ضّيعوا مصيرهم وتخلوا عن دراستهم ومناصب عملهم من أجل تشريف ألوان الساورة وأذكر على سبيل المثال لا الحصر قاسمي رشيد، بوتخيل والحاج أحمد فهذه الأسماء كان لها وزن كبير في النادي . ❊ كيف تخلت الإدارة عن العناصر التي صنعت تاريخ الساورة؟ من الأسباب التي ساعدت على إختفاء فريق الساورة هي هجرة كل اللاعبين الذين تلقوا عروضا مغرية ولعبوا في فرق الشمال على غرار بودلال وبن حمادي الذين لعبوا في فريق مولودية وهران وكذا عميري، مانكو للأواسط الذين تنقلوا إلى سعيدة وكان مانكو أيضا لاعبا في الفريق الوطني والذين راحوا ضحية المسيّرين الذين تعاقبوا على الساورة آنذاك حيث سهلوا على اللاعبين التنقل نحو فرق الشمال الغربي، وباعدهم للمولودية الوهرانية، سعيدةوتلمسان أيضا هذا الأخير الذي تقمّص ألوانه اللاعب كبير أيضا. ❊ الأكيد أن عملكم في تلك الفترة لم يقتصر ، قط على المساهمة في تشكيل فريق قوي مثل الجنوب الغربي أحسن تمثيل في بطولة القسم الثاني في السبعينات هل كانت هناك مبادرات أخرى؟ بالتأكيد فلقد كانت إستراتيجيتنا بعيدة الأهداف وتعتمد أيضا على الجانب الإنساني والتضامني وأذكر مساهمة مسيّري الساورة في عقد المصالحة بين فريقا إتحاد بلعباس وشبيبة القبائل ونفس المبادرة قمنا بها مع أولمبي العناصر ومولودية العاصمة وساهم في تلك الفترة قائد الناحية السيد زرغيني واللاعب السابق لمنتخب الأفلان المرحوم بورطال وللأسف هذه الأمور لم نعد نراها في ملاعبنا التي تحولت إلى فضاءات للعنف وتبادل التهم. ❊ على ذكر ظاهرة العنف التي أخذت منعرجا خطيرا في المدة الأخيرة رغم دخولنا عالم الإحتراف بماذا تفسر ذلك؟ في الفترة التي توليت فيها التسيير في فريق الساورة لم تكن هناك مظاهر للعنف بالشكل الذي يحدث حاليا في ملاعبنا، والفضل يعود للمسيّرين للمدربين الذين كانوا بمثابة المربين المثاليين، أما حاليا فالأمور تغيرت ولغة العنف سيطرت على الذهنيات فصراحة ما حدث مؤخرا في سعيدة وبلعباس خر في نفسي وتأسفت له كثيرا فسعيدة في غابر السنوات ساهم في تسييرها مسيّرين محترمين ومعروفة بتقاليدها الكروية ولا بد من وضع حدّ لهذه الظاهرة التي عكرت أجواء البطولة. ❊ كيف السبيل للقضاء على هذه الظاهرة؟ يجب تفعيل دور لجان الأنصار لأننا في السابق كنا نعمل مع هذه الفئة القريبة من الجمهور ودور المسيّرين جدّ هام في تسهيل مهام اللجان المكلفة بالتحضير للمقابلات وتنظيم الأنصار فلقد كان بعض المشايخة يتدخلون لتوحيد صفوف المناصرين وأنكر شيخ زاويج القنادسة سي عبد الرحمن الذي كان يشرف على فريق القنادسة في نفس الوقت ، فكل الفاعلين من سكان الولاية كانوا يساهمون في هذا الجانب والأمور كانت تسير على أحسن ما يرام، وأظن أيضا أن القضاء على العنف بملاعبنا يتطلب تدخل كل الفاعلين من السلطات المحلية ومديرية الشبيبة والرياضة والمسيّرين لإستئصالها من جذورها. ❊ لنعود إلى الإنجاز التاريخي الذي حققه فريق الساورة بصعوده إلى قسم الكبار هل تتوقعون صموده في هذا المستوى؟ بطبيعة الحال أشكر المسيّرين على الجمهور الكبير الذي بذلوه من أجل تحقيق هذا الإنجاز التاريخي والفضل الكبير يعود للرئيس الحالي محمد زرواطي واللاعبين والمدرب بلحفيان الذي بقي وفيا لفريقه طيلة الأربع سنوات الماضية لكن الكرة حاليا في مرمى السلطات المحلية التي يتعيّن عليها تقديم الدعم الكافي للحفاظ على مكانة الفريق في الرابطة الأولى بداية من تخصيص غلاف مالي لإنجاز ملاعب جديدة ترفع الغبن عن ملعب 20 أوت لأن المشكل ينحصر في الإمكانيات المادية. ❊ ولتجنب أكبر معضلة عانت منها فرق الجنوب ولا زالت تتخبّط فيها وهي السفريات الشاقة التي تشكل أكبر هاجس يقف في طريقها فلا بد من تخصيص وسائل النقل الجوّي للتخفيف من مشقة الترحال للاعبين الذين يفقدون طاقاتهم أثناء تنقلاتهم البرية من وإلى بشار، ومن الآن فصاعدا يجب التفكير في مستقبل الرياضة بالجنوب، ويجب أن تتغير الذهنيات ويكفينا من الفرق الفلكلورية، فالشباب بحاجة إلى مكونين ومؤطرين وفتح أكاديميات بالجنوب وهو ما تعيّن على الوزارة الوصية تخصيص اعتمادات مالية لتطوير الرياضة في الجنوب على شاكلة البرامج المخصصة للتنمية الإقتصادية والإجتماعية خاصة وأن الرياضة بالجنوب الغربي صنعت أسماء في إختصاصات أخرى كألعاب القوى والملاكمة وما هو معلوم أن سكان الجنوب يتمتعون ببنية مورنولوجية قوية تساعدهم على ممارسة كرة السلة، العدو، وغيرها من الرياضات الأخرى التي تتطلب القوة البدنية. ❊ بماذا تريد أن تختم؟ أتمنى لفريق شبيبة الساورة المزيد من التألق ومواصلة المسيرة المظفرة في الرابطة الأولى ويجب أن تتعين الإدارة بمدرب كبير لمساعدة لحفيان ، هذا الأخير الذي أكن له كل الإحترام وساهم في تحقيق الصعود الذي يعد مفخرة كبيرة لسكان الجنوب الجزائري.