خرج، نهاية الأسبوع الفارط، سكان حي الكرمة ببلدية الحجار، في احتجاجات عارمة على خلفية وفاة طفل بالغ من العمر 14 سنة يدعى “حناشي مهدي” في حادث مروري أليم، بعد أن صدمته سيارة على الطريق السريع. وطالب السكان، خلال هذا الاحتجاج الذي أسفر عن قطع الطريق الوطني رقم 44، السلطات المحلية بإقامة الممهلات والممرات العلوية، لوضع حد نهائي للحوادث المرورية الأليمة التي تودي في كل مرة بأرواح بريئة على هذا الخط المميت والمصنف نقطة سوداء في سجل مصالح الدرك الوطني. ويشهد الطريق السريع رقم 44 شهريا وفاة أكثر من شخصين على الأقل، ناهيك عن حوادث انحراف السيارات والشاحنات والتي تسبب في تكرار مآسي موت الأبرياء. ولا يعد احتجاج سكان الكرمة الأول من نوعه، فقد سبقته احتجاجات مماثلة تعبيرا منهم عن تذمرهم من هذه الوضعية التي تتسبب فيها خطورة الطريق رقم 44، المعروف بطريق الموت في عنابة. وفي سياق متصل شهد الطريق الوطني رقم 44، الرابط بين ولايتي عنابة وسكيكدة، نهاية الأسبوع الماضي، على مستوى حي وادي النيل التابع إداريا لبلدية البوني، حادثا مروريا مميتا، تسببت فيه سيارة كانت تسير بسرعة جنونية صدمت شابا يبلغ من العمر 25 سنة كان بصدد قطع الطريق قرب مسكنه، لترديه جثة هامدة. وفور وقوع الحادث سارعت مصالح الحماية المدنية إلى عين المكان، حيث نقلت الضحية الذي لفظ أنفاسه على الطريق إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي ابن رشد. كما قامت المصالح الأمنية من جهتها بفتح تحقيق في الحادث، بعد أن أقدم صاحب السيارة التي صدمت الضحية بتسليم نفسه للمصالح الأمنية بعد الحادثة مباشرة. وفي انتظار إيجاد حل ناجع لضمان السلامة من حوادث مرور هذا الطريق بتجسيد مشروع إقامة ممر علوي، استجابت السلطات المحلية وقامت مساء أول أمس بإنشاء ممهل على مستوى الحي، لعله يمكن من تخفيف سرعة السيارات والشاحنات التي تمر عبر المنطقة.