يؤكد مختصون ومهندسو الطرقات أنّ حوالي 80 بالمائة من الممهلات الموجودة في مختلف الطرق الوطنية، لا تستجيب للشروط والمعايير الواجب توافرها، ما يجعل هذه الممهلات هاجسا حقيقيا يؤرق المواطنين لما ينجر عنها من أضرار جسيمة تمس بسلامة السيارات والركاب على حد سواء. يعاني أصحاب المركبات بمختلف أنواعها من الانتشار العشوائي للممهلات التي أصبحت منتشرة في كل مكان، كما ان أكثرها موضوع بطريقة لاتراعي المقاييس المعمول بها، بالإضافة إلى أنها توضع بدون وجود إشارات تنبه عن وجود الممهل الأمر الذي يسبب في الكثير من الأحيان حوادث مرور خطيرة. هذا الأمر دفع بعض السائقين للتعبير عن تذمرهم “للسلام” من ظاهرة أصبحت حسب رأيهم تشكل خطرا مضاعفا، فمشكلة “الدودانات” أو ما يُعرف بالممهلات المرورية التي وضعت بالاساس لحماية السائق والراجل على حد سواء تحولت إلى كابوس حقيقي، حسب رأي الكثير من الذين اشتكوا من الممهلات العشوائية الموضوعة في الطرقات والتي يقولون بشأنها أنها لاتخضع لدراسة حقيقية خاصة في طريقة وضعها المقاييس التي اتخذت خلال صنعتها، والتي لم تأخذ بعين الاعتبار طول الطريق ولا المكان الذي وضعت فيه، على حد تعبير العديد منهم الذين أكدوا لنا ان نسبة معينة من هذه الممهلات تم وضعها أمام البيوت والمقاهي والأماكن العمومية هذا الأمر الذي سبب مشاكل حقيقية خاصة لأصحاب السيارات. وما زاد في المشكلة أنّ هذه الممهلات تأتي في أشكال وأحجام متعددة فمنها الطويلة والقصيرة والمنبسطة التي تفتقد في الكثير من الأحيان لميزة الممهل، وفي هذا الصدد يقول إسماعيل وهو سائق سيارة ان هذه الممهلات وضعت على حد تعبيره “زكارة” في السائق خاصة إذا تحدثنا على طريقة وضعها التي تعتبر بمثابة الجريمة في حقه فالممهل أصبح ينصب ولا يُعَلَّم بلون واضح، بحيث يمكن أن يُرى ويُميَّز في النهار وفي الليل. فكم من مرة يقول إسماعيل ورغم انتباهي الشديد إلا أن الممهلات غير المعلّمة تغافلني فتنال سيارتي صدمةً قوية. قوانين شكلية ومعاناة مستمرة برغم من ان الحكومة اتخذت عدة إجراءات خاصة بتنظيم فوضى زرع الممهلات في الطرقات، وذلك من خلال المراسيم الوزراية التي صدرت بهذا الشأن والتي تضمنها المرسوم التنفيذي رقم 05-499 الصادر سنة 2005، والخاص بتحديد استعمال الممهلات وكذلك الشروط المتعلقة بوضعها والأماكن المخصصة لها إلى جانب القرار الصادر سنة 2006، والمتضمن الموصفات والمقاييس الخاصة بوضع الممهلات والمنبهات المرورية إلا ان هذه الأخيرة التي وضعت أصلا لحماية المواطن تحولت إلى مصدر قلق للسائقين ليس بسبب عدم احترام مقاييس وضعها وإنما لانتشارها الواسع في الأماكن غير المخصصة لها، بالإضافة إلى عدم وجود منبهات أو إشارات توحي بوجود ممهل مما يعرض المركبات إلى أضرار خاصة إذا كانت تسير بسرعة، كما ينص القرار الوزاري الصادر سنة 2005 إلا ان الممهلات توضع بعد دراسة معمقة من طرف لجنة متكونة من ممثلين عن وزارة الأشغال العمومية والنقل ووزارة السكن والعمران، بالإضافة إلى ممثلي عن مصالح الدرك الوطني والأمن ورئيس البلدية المعنية والذي يترأسها الوالي أو أحد ممثليه، حيث يتم دراسة الموقع من خلال تحديد الحركة المرورية فيه وعدد الحوادث المسجلة هناك، كما نص القرار الوزاري على كيفية وضع الإشارات المرورية، حيث تم تحديد نوعين من اللوحات الأولى إشارات مقدمة للفت الانتباه وذلك على بعد 40 الى 50 مترا، والثانية إشارات موضوعة على يمين موقع الممهل، كل تلك الإجراءات يطالب أصحاب المركبات بضرورة تطبيقيها على ارض الواقع للتخلص من كابوس الممهلات الذي نغص حياتهم. نصف عمر السيارة يذهب هباء يؤكد الخبراء في مجال مكانيك السيارات، ان مدة صلاحية السيارات في الجزائر أصبحت لاتزيد عن سنوات وذلك بفعل الممهلات الموضوعة في الطرق بدون رقابة وبدون دراسة أو حتى احترام للمقاييس التي تدخل في صنعها، خاصة عندما أصبح من هب ودب يضع ممهل أمام منزله أو في الحي الذي يسكن فيه، هذا ما اثر على المركبات كما يقول كمال، وهو خبير في ميكانيك السيارات الصناعية ان عمر السيارة في الجزائر أصبح في خطر وذلك بفعل ما تتعرض إليه من صدمات نتيجة الحفر والممهلات غير المطابقة لموصفات السلامة المرورية خاصة تلك التي يزيد علوها عن 20 سم، وفي هذا الإطار يقول لمين وهو مختص في مكانيك السيارات ان “الدودانات” المصنوعة من المسامير تسبب أضرارا جسيمة على السيارة خاصة على مستوى الإطارات ولوحة المفاتيح والمكابح، الأمر الذي يؤدي بالسيارة إلى فقدان توزنها مما يعرضها لحوداث مفاجئة، ويضيف المتحدث ان الممهلات يجب ان تكون مصنوعة من البلاستيك وان لا يزيد علوها عن 10 سم، من جهة أخرى أكد لنا لمين، أن السيارات الألمانية تعد أكثر السيارات تأثرا بالممهلات خاصة وأن من ميزات هذا النوع من المركبات قربها من الأرض مما يجعلها أكثر عرضة لصدمات. فغالبية الممهلات في الجزائر حسب المختصين مخالفة تماما للمعايير المعمول بها في الدول الأجنبية فالسيارة مثلا عندما تكون تسير بسرعة تقدر ب60 كلم في الساعة وتجتاز ممهل يفوق ارتفاعه عن 20 سم، وزد عن ذلك غياب إشارة تنبه باقتراب ممهل يمكن ان تنقلب السيارة في أي لحظة أو أن تتعرض إلى تحطم في الأجزاء السفلى، وفي هذا الموضوع يقول رضا، وهو يملك سيارة من نوع “ايبيز” والتي تتميز بقربها من الأرض يقول انه اضطر لوضع سيارته للبيع خاصة بعد تعرضها لعدة حوادث خطيرة، وذلك بفعل الممهلات المنتشرة في كل مكان والتي تشبه على حد قوله الجبال الصغيرة نظر لعلوها، من جهة أخرى كشف لنا العديد من المواطنين أنهم اضطروا لبيع سياراتهم التي أصبحت لا تصلح للمشي في طرقات الجزائر، نظر لانتشار الممهلات بشكل كبير بالإضافة إلى غياب الإشارات الدالة على وجود ممهل أو وجود أشغال بالطريق مما يتسبب في حوادث خطيرة لاسيما في الطرقات المظلمة.