(كأنني عشت هذا الحلم الذي يسرده علينا اليوم الصديق الإعلامي، سمير مفتاح، أنشره كما جاء..) مجرد حلم ككل جزائري مخلص ومحب بإبداعه لهذا الوطن وربما نيابة عن الكثير من المبدعين المبعدين عنوة في أرجائه الطاهرة، حلمت كما يحلم الجميع بذكرى نصف قرن من الحرية التي سقيت بدماء من ورثنا عنهم المجد والحب بعبق الأبوة الطاهرة أولئك الخالدين في كل شيء والنابضون في أي شيء، يحيا من أجلك يا جزائر، التي لا مرادف لك في قاموس الكلمات يا من سنبقى نكتب بك ولك وعنك مهما كسرت أقلامنا ومزقت دفاترنا وقطعت أيدينا ونحرت رقابنا، سنكتب عسانا نوفي قطرة من بحر أهل الفداء والوفاء ممن عاهدوا الله وما بدلو تبديلا، سنبقى نسبح ضد تيار هؤلاء البائسين المندسين داخل عباءة الوطن باسم التاريخ وثقافته المنهكة باسم المرجعية والثورية والهوية اللولبية وبساط الريح وقصص علي بابا واللصوص الأكثر من الأربعين الفارين بذهبنا الأسود، الأصفر والأحمر بين أزقة جنيف وشوارع لندن، أما نحن سنبقى نسبح في برك مآسينا ونحلم بالبحر وما يروى عنه من قصص خرافية أن لونه أزرق ولديه أمواج تتحرك وبه سمك لا نعرف سوى نوع واحد منه بفعل قدرة التجميد، لنصبح كالسمك جمدت فينا الرغبة والحياة في آن واحد لنزف إلى مثوانا الأخير على أنغام ما يسميه الأغبياء فينا ربيع التغيير، ماذا سنغير يا ترى وكل شيء مؤله في هذا الوطن والخطوط الصفراء والزرقاء والحمراء تملأ الأرجاء، خمسون سنة من الألوان وسجن أبدي لبقايا الإنسان المصاب بلعنة ووباء الحلم بوطن يتسع للجميع، جميع أبنائه المنتحبين لحزنه والمبتهجين لفرحه لا العرابين المستبحين عرضه والمغتصبين لخيراته، لخمسين سنة مرت حاولنا فيها كجيل، نسمى بجيل الإستقلال، أن نساهم ولو لمرة واحدة لأننا ربما لن نعيش لنحتفي بالذكرى المئة عسانا نزرع بذرة حب من خلال فعل ثقافي متزن وراشد ليعيش للأبد، ليبقى كل هذا مجرد حلم والذي قد يكون الشيء الوحيد الباقي فينا والذي لن تطاله قذارة الآخر. بقلم سمير مفتاح