صدرت الطبعة الأولى من ديوان " قصائد للثورة والوطن " في الشعر الشعبي للشاعر أحمد بوزيان وهو ديوان مقروء ومسموع أهداه الشاعر للوطن في الذكرى الخمسينية للاستقلال بعدما اعتذر لكل الذين يحبهم وطلب الصفح منهم فقد تجاوزهم ولم يخصص لهم حيزا للإهداء ، وقد صدرديوانه مدبجا بمقتطف من كلمة رئيس الجمهورية جاءت في ديوانه السابق " وحي الوئام " جاء فيها " إن القصيدة الوطنية في شعر احمد بوزيان لا تتخلف ، ولا في بيت من أبياتها عن الواجب الذي يبدو انه فرض عين بالنسبة إليه ، فهي تصوغ عباراتها وتبني صورها خدمة لهذا الهدف السامي ، وكأني بشاعرنا الشاب مدرسة جديدة في فن القول الشعري الوطني ، تنحث من صخر الواقع مادتها وتعيش الإحداث حدثا بحدث ، لتسمو بالوعي عاليا إلى أعلى مراتب المواطنة الفاعلة الحقة . وقد جاء في مقدمة الديوان بقلم الأستاذ بن خولة كراش من جامعة ابن خلدون من تيارت قوله " الشاعر أحمد بوزيان " شاعر إنساني بامتياز ، اكتملت في روحه كل معاني إنسانية ، فتخطى بذالك حدود الأنا ، ليكتب عن صورة أناه في الأخر ، وعن تمظهر الأخر في هذا الأنا .. هو شاعر يصنع من جدائل الكلمة كبرياء الشعر ، وكبرياء الوطن ، يهدم العالم بهواجسه المفارقة ، لأنه لا يعجبه ، ويعيد بناءه وهندسته بطريقة أفضل وأجمل ، ولا يقدم لقارئه إلا أجمل وأنبل وأفضل وأروع ما تجود به روحه الإنسانية ، بقع الديوان في 118 صفحة ويضم 21 قصيدة كتبت في أوقات متفرقة أحدثها قصيدة " رجل أم وطن " كتبت في الرئيس الراحل أحمد بن بله عشية وفاته في 13 ماي 2012 جاء في مطلعها " يا الأيام الجافية سهمك مسموم ، مكاش اللّي بات في حضنك وأسعد .. عرّاب التحرير ودعناه اليوم ، سافر وادّا معاه سره متعمد ، سافر وادّا على أكتافه دهر هموم ، وجبال من الجراح بها يتوسد ، وعن هذه القصيدة يقول الشاعر " قليل هم أولئك الذين يختصرون الأمة في قلوبهم ، فنجد فيهم الشعب بطيبته وعنفوانه وشموخه وانكساره ومع كل ذالك فهم موجودون وقد كان الراحل أحمد بن بله واحدا منهم الذي شاء ت الأقدار أن تسميت باسمه " ، وقد تصدر الكتاب قصيدة " أنشودة الوفاء " ابتدأها الشاعر بقوله " يا من بين الملاح بمقامك يعلا ، كفكف دمعي راه فاض على لنجال .. نبنوا معلم للوطن يضحى قبلة ، ونعلوه على جبين الدهر هلال " وهي قصيدة في الكلام عن الجهاد والمجاهد الذي حسب الشاعر لا يستنفذه الكلام ولا يستهلكه الحديث ، ولا تخلو القصيدة من نقد لاذع لجيل اليوم حيث يقول " شاخت بعد شموخها ذيك النخلة ، وتزربع عقد العروبة في الأوحال ، خصم البارح للعرب ولى قبلة ، له يصلوا ويركعوا من غير سوال ،أشمخ يا عز الوطن زيد اتعلا ،قول على خيبة العرب غني موّال" ، ثم هاهو الشاعر في قصيدة " صريع يغالب أناه " مطلعها " قلت لها نبغيك قالت لي طبطب ، شوف حكاية غيرها يا ذا الولهان ، شوف حكاية خلاف خلي ذا المضرب ، مقصودك يا ذاك نص بلا عنوان ".وفي قصيدة أخرى" ذات حلم " القيت في مهرجان الأجواد للشعر الشعبي والفروسية بمرسى مطروح بمصر ألقيت في صائفة 2009 وبشكل جديد يقول الشاعر " كنت صغير ، وكنت نامن بالتغيير ، وحب الغير ، عاش معاي حلم كبير ، فيه معاني ..حامل وطنيبين اجفاني وفي وجداني .. شهدة تسري تحت لساني وردة تسبح في شرياني طول زماني ، ذاك الحلم اللي عياني ، زاد الحلم ومات صغير ..كنت صغير ، نحفظ للشاعر بلخير، دون الغير ، نعشق في لغة جرير ، ببحور الخليل أسير ، زادي صبر.. ، مد وجزر ..، بين الشعر وبين النثر ، محلم فكرة ، نكتب شطر ، نرسم صورة ، من صغري شاعر بالفطرة ، شعري فخر ، مخلب صقر ، ويحلق بامجاد الثورة ، ويشوف الجزائر حرة ، كنت صغير ، نحلم عندي وطن كبير . وبالجملة فان قصائد الشاعر احمد بوزيان تحمل في طياتها دفقا متجددا من العاطفة ومن القوة في جل قصائده " مساجلة " ،" حنين "،" بين الانتصار والانكسار " ، " مسافر " ال خ ،يصرح عنها ، وها هو في قصيدة " نديم على هامش الثمالة " التي مطلعها " اسقيني بالوفا وسولني نفصح ، يا ساقي ناس الهوى عجل بعصير " التي قال عنها أنها غضب المحب الذي يرجو في محبوبه الكمال ، لكن جل صاحب الجمال المطلق ، وأنا حين نقدت الجبهة إنما من منطق الطبيب الذي يستأصل العلة ، وقد يراها غير الطبيب قسوة جافية يقول في آخر أبياتها " ما ينفع تلميح لا بد أنصرح ، ذيك الجبهة مكانها في المتحف خير ، واعطوا فرصة لجيلنا كي يترشح ، جيل الثورة يكون خلفه للتدبير " .