يندّد العشرات من الفلاحين عبر الكثير من المحيطات الفلاحة المتواجدة ببلديات وهران على غرار حاسي بن عقبة، تليلات وبوفاطيس وغيرها من سياسة التهميش واللامبالاة لغياب مرافقة الفلاحين في إنتاجهم لمختلف المحاصيل الزراعية خاصة بعد اعتماد البعض منهم زراعة الذرة كغداء للمواشي والأبقار بعد ارتفاع سعرها في الأسواق العالمية. كل هذه الظروف جعلت الفلاحين يخوضون تجربة إنتاج الذرة التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني وذلك من أجل تقليص فاتورة استيراد غداء الحيوانات، بالرغم من المصاريف الكبيرة التي يتطلبها هدا الإنتاج إلا أن هذا لم يشفع لمصالح الغرفة الفلاحة وكذا مديرية الفلاحة من مساعدة الفلاحين والتقرب منهم وتشجيعهم في مساعيهم للنهوض بالقطاع الفلاحي وترقية الإنتاج ما زاد في استياء الفلاحين خاصة من الغرفة بعد عجزهم تسويق إنتاجهم إلى مربين الأبقار والأغنام، والأمر الذي زاد الطين بلة سيطرة واحتكار بعض السماسرة لمعدات الفلاحة من آلات حصاد وغيرها عليها والمضاربة في الأسعار بالنسبة لحصد الإنتاج الفلاحي من الذرة بعدما وصل سعر حصد قنطار من الذرة مبلغ 15 مليون سنتيم ما اعتبره الفلاحون استغلال من نوع آخر وأوقعهم في ورطة بحيث لم تكتمل فرحتهم بإنتاج الذرة... في الوقت الذي كان يرغب فيه الكثير منهم خاصة على محيط حسيان الطوال ببلدية بوفاطيس من توسيع نشاطهم في إنتاج هده المادة كغداء أساسي للحيوانات. أعرب العديد من الفلاحين بمنطقة حسيان الطوال منهم الفلاح شنافة بن عيسي، أن تجربة إنتاج الذرة جديدة على الفلاحين وتتطلب مصاريف كبيرة لاستخراج الماء لسقي الإنتاج وكذا استعمال الأسمدة وغيرها من المتطلبات إلا أن غياب المتابعة والمرافقة من قبل غرفة الفلاحة والمديرية وكذا المصالح الأخرى المختصة جعل الفلاحين مهددين بتكبد خسائر مالية معتبرة وهذا ما يتعارض مع سياسة الدولة للنهوض بالقطاع الفلاحي وتنويع المنتوج. من جهته، رئيس الغرفة الفلاحة براشمي، اعترف في حديثه أن الغرفة لم تلعب دورها مع الفلاحين في إرشادهم ومساعدتهم لتسويق إنتاجهم عند مربي الأبقار وفي تنسيق الجهود مع مصالح مديرية الفلاحة لصالحهم متعهدا الفلاحين بإيجاد آليات أخرى لمساعدتهم لحصد إنتاج الذرة، وكذا في تقربهم من المربين الدين تضرر إنتاجهم من أسعار الذرة والصوجا المسجلة في الأسواق العالمية ويرغبون في إنتاجها محليا من أجل تشجيع على تربية المواشي والأبقار الحلوب لتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المواد وبين هذا وذاك لم يخف الفلاحين تخوفهم من أن تلك التصريحات ”مجرد مسكنات ومهدئات لامتصاص غضب الفلاحين... لاغير”.