تزامنا مع إحياء اليومي الوطني للإرشاد الفلاحي المصادف للفاتح أكتوبر من كل سنة، أحيت ولاية المسيلة نهاية الأسبوع الماضي على غرار ولايات القطر الوطني اليوم الوطني 16 للإرشاد الفلاحي بقاعة الحفلات ببوسعادة، وكان شعار هذا اليوم هو ''قدرتنا في إنتاج الحبوب ... نستطيع العمل أكثر''، حيث أعطى والي ولاية المسيلة السيد مانع محمد الصالح إشارة انطلاق الموسم الفلاحي 2009 /2010 وتمنى للفلاحين تحقيق ما حققوه خلال الموسم المنصرم من حيث إنتاج الفواكه كالمشمش أو الحبوب التي حققت الولاية فيها المرتبة 17 وطنيا، مؤكدا خلال تدخله بأن الولاية تتوفر على إمكانيات كبيرة في المجال الفلاحي وهي مؤهلة لأن تصبح من الولايات الأولى من حيث الإنتاج الفلاحي ( الزراعي والحيواني ). كما أشار في حديثه بأن الدولة ستدعم كل الفلاحين الحقيقيين الذين يساهمون في العملية الإنتاجية بالولاية، وحضر اللقاء النواب من الغرفتين ورئيس المجلس الشعبي الولائي وبعض المنتخبين من المجلس الولائي والمجالس البلدية وعدد كبير من الفلاحين وإطارات الفلاحة بالولاية. ومن جهته أعطى مدير المصالح الفلاحية لولاية المسيلة السيد لعلى معاشي في عجالة الإمكانيات الفلاحية الضخمة التي تتوفر عليها الولاية، كالأراضي الرعوية والزراعية التي تتجاوز ال 10 ملايين هكتار، منها قرابة ال 280 ألف هكتار مستغلة في الزراعة، منها 18 ألف هكتار مخصصة للأشجار المثمرة، ويحتل الزيتون مساحة تقدر ب 1800 هكتار، وهي في تزايد مستمر والباقي مخصص للحبوب وزراعات أخرى. كما أكد بأن الولاية ترتب ضمن الولايات الأولى من حيث تربية المواشي، وعلى رأسها الأغنام التي بلغ عددها 1.5 مليون رأس، والماعز 130 ألف رأس، بالإضافة إلى تربية الأبقار الحلوب التي تعرف تزايدا كبيرا بعد تشجيع الدولة للمربين. أما فيما يتعلق بإنتاج الحبوب لهذه السنة فقد بلغ 1.340 مليون قنطار أي أربعة أضعاف مقارنة بالسنوات الماضية، كما أشار إلى السعر المميز لقنطار القمح الذي وصل هذه السنة إلى 4500 دج تشجيعا للفلاحين على الإنتاج. أما الأمين العام للغرفة السيد طيايبة لخضر فركز على الدعم المقدم للفلاحين في مجال تربية الحيوانات، خاصة الأبقار المنتجة للحليب التي دعمت الدولة المنتجين والمحولين والمجمعين بمبلغ 21 دج يقسم 12 دج للمنتج و5 دج للمجمع و4 دج للمحول، ليطالب بتشجيع الفلاحين الراغبين في تربية الأبقار بمنحهم قروضا بدون فائدة بهدف رفع الإنتاج. كما قامت مديرية المصالح الفلاحية للولاية وبالتنسيق مع الغرفة الفلاحية بتكريم عدد من الفلاحين المثاليين الذين حققوا إنتاجا عاليا سواء في الحبوب أو البطاطا أوالحليب على مستوى الولاية وتسليمهم هدايا وشهادات تقديرية. ومن جهته المعهد الوطني لحماية النبات قدم ممثلوه بعض النصائح والإرشادات للفلاحين في مجال معالجة الحبوب والأشجار المثمرة، وركزوا على أشجار المشمش التي تعرضت خلال الصائفة الماضية للإصابة بالمرض جراء حشرة الكبنود التي تؤثر على الإنتاج، وأوضح المختصون الكيفيات الناجعة لمكافحة مختلف الأمراض التي تهدد النبات والفترات المناسبة للعلاج. هذا بالنسبة لإحياء اليوم الوطني للإرشاد الفلاحي، أما فيما يتعلق بالواقع الميداني المرتبط ببعض العوائق استغل بعض الفلاحين الفرصة لطرح الانشغالات، وكانت البداية من شمال الولاية من أحد المنتجين المكرمين وهو السيد بن يطو عبد الرشيد من بلدية أولاد منصور الذي شكر الدولة على المجهودات التي تبذلها لتطوير الفلاحة عبر الولاية ليقدم انشغالاته المتمثلة في المطالبة بدعم فلاحي محيط فاقس الذي يتربع على مساحة 10 آلاف هكتار كلها مخصصة لزراعة الحبوب بالكهرباء الريفية، لتمكينهم من التخلص من المازوت المكلف، كما يطالبون الوالي بمنحهم رخصا لحفر الآبار لسقي أراضيهم الفلاحية، فضلا عن المطالبة بإنشاء نقطة لجمع الحبوب. ومن جهتهم فلاحو بلدية الحوامد الواقعة جنوب الولاية لاسيما المحيطات الفلاحية المتواجدة بمنطقة المحصب والحمرانية ومعيزة الذين يطالبون على لسان رئيس المكتب البلدي للاتحاد الوطني للفلاحين لبلدية الحوامد السيد عويطي محمد بإنشاء سدود صغيرة تخصص لتنظيم مياه الأمطار لتوجه للأراضي الفلاحية، وإيصال الكهرباء لبعض المحطات وإنشاء مسالك فلاحية لتمكين الفلاحين من التنقل بسهولة، وتوفير النقل المدرسي لأبنائهم القاطنين بالمناطق الريفية البعيدة عن التجمعات السكانية الحضرية. أما فلاحو القبو حية الواقعة بدائرة الخبانة طالبوا بدعمهم بالكهرباء الريفية والمسالك الريفية ومنحهم رخصا لحفر الآبار وبعث التعاونية الفلاحية الموجودة بالمنطقة والمتوقفة عن العمل، ودعمها بالوسائل اللازمة كما يطالبون بمنحهم حصصا من البناءات الريفية، وأشار بعضهم إلى هجرة بعض الفلاحين تاركين أراضيهم من أجل تعليم أولادهم بالمدينة ويطمحون أن تبرمج لهم الدولة مدرسة لتعليم أبنائهم ومستوصفا يخصص للإسعافات الأولية والعلاجات البسيطة على الأقل، كما يطالب فلاحو ذراع السبع بذات الدائرة بتزويد الفلاحين بمحولات كهربائية تدعم المحول الوحيد المتواجد بالمنطقة المذكورة الذي أصبح عاجزا عن تغطية احتياجات الفلاحين، في حين دعا بعض الفلاحين السلطات تمكينهم من تسويق منتوجهم خارج الولاية خاصة على مستوى ولاية بسكرة. ومن جهتهم منتجو الحليب بمعذر بوسعادة يطالبون المسؤولين بمساعدتهم في دفع المستحقات الخاصة بالحليب التي تعرف تأخرا كبيرا في تحويلها على مستوى البنوك، مما يتسبب في بعض المشاكل لمنتجي الحليب الذين لهم مصاريف مختلفة كما يطالبون بدفع المبلغ كاملا للفلاحين من طرف الملبنة التي تدفع 28 دج بدل 30 دج، أما مربو الخيول بالجهة الجنوبية يطالبون بإعادة المركز الذي كان مخصصا للتلقيح الاصطناعي للخيول العربية الأصيلة، والذي كان تابعا للمركز الرئيسي بتيارت كون المنطقة تمتلك أعدادا معتبرة من الخيول خاصة ببلدية الحوامد بن سرور بوسعادة عين الملح وسيدي عامر ويأمل الفلاحون والمربون أن تؤخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار مساهمة في إعطاء دفع للقطاع بالولاية.