إلغاء صفقات بالجملة مع أمريكا الجنوبية بسبب رداءة النوعية قرّرت الحكومة استيراد نصف مليون طن من القمح الصلب من فرنسا بتكلفة مالية قاربت ربع مليار دولار تحسبا لموسم الشتاء، حيث أبرم الديوان الوطني المهني للحبوب صفقة مع تجار فرنسيين ومن المنتظر أن يتم تسلم الكمية المطلوبة شهر جانفي 2013، مع العلم، أن هذه الكمية مرشحة للارتفاع بنسبة أكبر حسب التقديرات التي سيقدمها كل من وزارة التجارة والديوان المهني للحبوب. قال تجار أوروبيون إن الجزائر اشترت 400 ألف طن على الأقل من قمح المطاحن من منشأ اختياري في مناقصة هذا الأسبوع مرجحين أن تكون فرنسا هي المورد، في حين كشف هؤلاء أن كمية القمح المستورد من المرجح أن ترتفع إلى نصف مليون طن حيث سيتم استقبالها شهر جانفي 2013. وأضاف التجار، حسبما أوردته رويترز أن السعر يبلغ 364.50 دولار للطن شاملا تكاليف الشحن للتسليم في جانفي المقبل، مع العلم أنه في وقت سابق قدّر تجار كمية القمح التي تم شراؤها ب200 ألف طن قائلين أن غياب عروض مغرية قد يقيد المشتريات رغم أن بعضهم أشار إلى كميات أكبر تصل إلى 500 ألف طن، وقال تجار آخرون في وقت لاحق، أنه في حكم المؤكد أن الهيئة الحكومية المشترية للحبوب في الجزائر والمتمثلة في الديوان الوطني المهني للحبوب اشترت 400 ألف طن، مع العلم أن الجزائر أحد المستوردين الرئيسيين للقمح في العالم ولا تكشف في العادة عن معلومات بشأن مناقصاتها وتكشف التفاصيل بشكل تدريجي من التجار بعد أن تتم المشتريات. واتفق التجار حسب ذات المصدر، على أن تكون فرنسا هي المصدر الأكثر ترجيحا لأحدث مشتريات الجزائر من القمح بالنظر إلي ارتفاع أسعار القمح الأمريكي ومخاوف بشأن جودة المحصول في أمريكا الجنوبية، مع العلم أن فرنسا هي المورد الرئيسي للقمح إلى الجزائر وقال أحد التجار ”استبعدوا القمح من أمريكا الجنوبية لأسباب تتعلق بالجودة والقمح الأمريكي الصلب غالي الثمن جدا في الوقت الراهن”، ولهذا يضيف ”فإن عدد الموردين في جانفي اقتصر على أوروبا وبخاصة فرنسا”. هذا وكشفت هيئة ”فرانس إكسبور سيريال” لتصدير الحبوب أن الجزائريين يستوردون ربع إنتاج فرنسا من القمح حيث أفضت التحقيقات الأخيرة المنجزة من طرف ذات الهيئة أن صادرات فرنسا من القمح نحو الجزائر بلغت 4.6 مليون طن في ظرف سنة واحدة كما ارتفعت خلال سنة 2012 بما يعادل الخمس أي 15 بالمائة. وقالت التقارير الأخيرة لذات الهيئة، إن ما يعادل 25 بالمائة من القمح الفرنسي يتم توجيهه إلى الجزائر التي حيث بلغت صادات فرنسا من القمح إلى السوق الجزائري 4.6 مليون طن متري خلال موسم 2011-2012، بزيادة ناهزت 15 بالمائة مقارنة مع العام السابق.