تواصل ظهر أمس القصف الصهيوني على قطاع غزة في خرق للهدنة التي أعلنها الكيان الصهيوني تزامنا مع زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل إلى القطاع، حيث استهدف سلاح الجوّ الإسرائيلي عدة مناطق شمال وجنوبغزةّ، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيان أحدهما طفل، في منطقة النزلة في جباليا، وقد وصل جثمان الطفل إلى مستشفى الشفاء خلال جولة كان يقوم بها قنديل هناك بمعية نظيره في حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية. أكّد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أن حصيلة العدوان الصهيوني المستمرّ على القطاع والذي حمل هذه المرّة اسم عملية »عمود السحاب«، بلغت حتى ظهر أمس أكثر من 22 شهيداً وأكثر من 240 جريحاً، في الوقت الذي واصل فيه المجاهدون من كتائب المقاومة في غزة قصف أهداف الاحتلال في جنوب إسرائيل بعشرات الصواريخ. الاحتلال يستدعي 16 ألف جندي تحسبا لعملية واسعة وذكرت الإذاعة الإسرائيلية صباح أمس، أنّ جيش الاحتلال يستعد للقيام بعملية برّية واسعة النطاق في غزة، وأنّ الجيش يقوم بحشد قوات بمحاذاة القطاع في انتظار صدور التعليمات السياسية، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن بدأ استدعاء 16 ألفا من قوات الاحتياط، بعد أن تلقّى الضوء الأخضر لاستدعاء ما يصل 30 ألفا منها. السلطة الفلسطينية تستجدي مجلس الأمن من جهتها، ناشدت السلطة الوطنية الفلسطينية، مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة باتخاذ خطوات لوقف الهجمات الصهيونية على قطاع غزة بعد يوم من جلسة طارئة غير حاسمة للمجلس المكون من 15 دولة تناولت الاعتداء السافر، وقال المراقب الدائم لفلسطين لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، إن تعبئة قوات الاحتلال الاسرائيلي على الأرض بما في ذلك حشد الدبابات والعربات المصفحة والحافلات قرب حدود غزة يسبب قلقا شديدا ويتطلب اهتمام المجتمع الدولي. وطالب منصور في كلمته مخاطبا السفير الهندي رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، هارديب سينغ بوري، المجلس بالقيام بواجباته بموجب المواثيق الأممية تماشيا مع القانون الدولي الإنساني، وبضرورة العمل العاجل لحماية شعب فلسطين الذي يعيش تحت وطأة الاحتلال الغاشم. وقد عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا طارئا مغلقا مساء أمس الأول لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة من دون التوصل إلى أيّ قرار. مرسي:» على إسرائيل إيقاف المهزلة وإلاّ غضبنا« قال الرئيس المصري محمد مرسي، عقب تأديته صلاة الجمعة أمس، أنّ الاعتداء على غزة أمر خطير وعدوان سافر، مؤكدا أنّ المعتدين لن يكون لهم أبدا سلطانا على أهل غزة التي شدّد أنّ مصر لن تتركها لوحدها، وتوجّه مرسي باسم شعبه إلى غزة مؤكّدا أنّ مصر اليوم مختلفة عن مصر الأمس وأنّ عرب اليوم مختلفون عن عرب الأمس، مضيفا أنّ السلام لن يتحقّق بالعدوان، حيث طالب الرئيس المصري الكيان الصهيوني بوقف التصعيد وإراقة الدماء وإلا »فغضبتنا لن تستطيعوا أن تقفوا في وجهها... غضبة شعب وقيادة«. يذكر أن مرسي قرّر الأربعاء سحب سفير بلاده من تل أبيب، عاطف محمد سالم سيد الأهل، وقال إن الإسرائيليين عليهم أن يدركوا أن القاهرة لا تقبل هذا الاعتداء الذي قد يؤدّي إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة. رئيس الوزراء المصري يزور غزّة ويستنكر العدوان الإسرائيلي استنكر رئيس الوزراء المصري هشام قنديل خلال زيارة قصيرة لقطاع غزة أمس، العدوان الاسرائيلي على القطاع وقال إنّ القاهرة ستسعى الى تحقيق الهدنة واستمرارها، مضيفا خلال زيارة لمستشفى في غزة بغية تفقد المصابين والجرحى، أنّ مصر الثورة لن تتوانى عن تكثيف جهودها وبذل الغالي والنفيس لإيقاف العدوان وتحقيق الهدنة واستمرارها. وقال قنديل، إنّ المأساة التي وقف على حجمها، لا يمكن السكوت عليها، مشيرا إلى أنّ المجتمع الدوليّ يتحمل مسؤوليته في وقف التصعيد، ودعا الشعب الفلسطيني بجميع فصائله إلى التوحّد الآن، معتبرا ذلك مكمن القوّة الوحيد لديهم وسبيلهم لتحقيق النصر وتحرير فلسطين. الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا لبحث تطورات القضية أعلن أحمد بن حلي مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، أنّ الجامعة ستعقد اليوم اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية لبحث التطورات في قطاع غزة الذي يتعرض منذ الأربعاء لسلسلة غارات إسرائيلية، وقال بن حلي إنه تمّت الدعوة إلى الاجتماع بناء على طلب مصري فلسطيني. وفد تونسي رفيع المستوى يصل القطاع اليوم يصل اليوم إلى قطاع غزّة، وزير الخارجية التونسي ورئيس مكتب الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي ضمن وفد رفيع المستوى لتقديم المساندة السياسية لحركة حماس وتشديد الضغط على إسرائيل لتمديد الهدنة ووقف التصعيد العسكري، بحسب ما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية التونسي. وقال البيان إنّه وتأكيدا للموقف التونسي الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، وفي تقديم كل المساندة السياسية لغزة، فقد أعلم رئيس الجمهورية رئاسة الحكومة الفلسطينية في القطاع أن وفدا رسميا تونسيا يقوده وزير الشؤون الخارجية ويشارك فيه مدير الديوان الرئاسي سينطلق إلى غزة اليوم. كي مون في زيارة للقدس ورام الله ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أمس، بأنّ الأمين الأممي العام، بان كي مون، سيتوجه الأربعاء المقبل إلى القدسالمحتلة ورام الله لإجراء مباحثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين على خلفية التصعيد الأمني المستمر في قطاع غزة، وذلك بحسب ما أوردته صحيفة »يديعوت أحرونوت« الإسرائيلية في عددها الصادر أمس، حيث أوضحت أن كي مون سيلتقي خلال الزيارة كلاّ من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، وقالت الصحيفة إن غزّة ستكون خارج نطاق الزيارة. يذكر أنّ بان كي مون قال في وقت سابق إنهّ لكل دولة حق الدفاع عن النفس، في تعليق جاء بعد وقت قصير من حديث رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن تفهّم بان كي مون لهذا الحقّ في معرض تلخيصه للعمليات العسكرية التي يشنّها الصهاينة ضد قطاع غزة. وكان نتنياهو قد قال في مؤتمر صحفي أمس الأول إنه اتصل ببان كي مون »الذي أبدى تفهمه لحقّ إسرائيل في الدفاع عن النفس« ضد هجمات الصواريخ التي تطلقها حركة المقاومة الإسلامية حماس.