قرر وزير الشباب والرياضة محمد تهمي، إنهاء مهام مدير المركب الأولمبي محمد بوضياف، نور الدين بلميهوب، من إدارة المركب، وتكليف المدير السابق للمعهد الوطني للرياضة بعين البنيان، قارة، بدلا عنه، في أول رد فعلي رسمي من طرف الوزارة بعد مهزلة المواجهة الودية للمنتخب الوطني أمام نظيره البوسني التي عرفها ملعب 5 جويلية الأربعاء الفارط. كما قامت الوزارة أيضا بتشكيل لجنة تحقيق وتقصي حقائق مكونة من خبراء ومختصين من أجل الوقوف على ملابسات الحالة الكارثية التي آل إليها الملعب الأولمبي، ومعرفة الأطراف المسؤولة عن الكارثة من أجل اتخاذ الإجراءات العقابية اللازمة. كما شددت الوزارة على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة من أجل محاسبة كل المسؤولين عن فضيحة 14 نوفمبر، حيث أفسدت الحالة الكارثية للملعب الأولمبي احتفالية الجزائر بخمسينية عيدي الاستقلال والشباب، وخاض أشبال المدرب حليلوزيتش لقاءهم الودي التحضيري الأخير بالجزائر في ملعب لا يليق إطلاقا بسمعة الجزائر. وأوضحت الوزارة أن لجنة التحقيق لن تقف على ملابسات فضيحة لقاء البوسنة فحسب، بل ستحاول معرفة جميع الخروقات التي عرفتها عملية تسيير المركب الأولمبي في السنوات الأخيرة ومعرفة مصير الأموال الكبيرة التي وفرتها السلطات لمديرية المركب. الوزارة تريد معرفة مصير 30 مليار التي تصرف سنويا على المركب ويأتي تحرك وزارة تهمي من أجل وضع حد للمهازل الكبيرة التي عرفها المركب الأولمبي، حيث أن الوزارة تخصص سنويا ما مجموعه 30 مليار سنتيم كغلاف مالي للمركب، فضلا عن صرف 18 مليار سنتيم مؤخرا من أجل إعادة وضع العشب الطبيعي لملعب 5 جويلية، لكن الأموال لم تأت بالفائدة المرجوة في ظل الحالة المزرية التي يعيشها المركب عموما، وملعب 5 جويلية بشكل خاص. وكان الوزير تهمي قد أجرى زيارة ميدانية إلى المركب قبل أسبوعين من الآن من أجل الوقوف على حالة المركب، حيث صدم بالوضعية التي آلت إليها مرافقه على غرار الملعب، المسبح الأولمبي وكذا المرافق الأخرى المخصصة للرياضيين. واعتبر تهمي أن إدارة المركب مطالبة بضرورة تسيير عقلاني للمركب، ووضع حد لحالة الإهمال، معتبرا أنها ترفض بقاء الأوضاع على ما هي عليه. وفضلا عن الزيارة التفقدية التي أجراها تهمي، فإن الوزير قد تلقى تقرير مفصل عن مصاريف المركب، وكذا المشاريع التي أقيمت في فترة تولي بلميهوب مهامه، حيث بدا غير راض بالدور الذي لعبه بلميهوب. هل ستكون لجنة تحقيق كسابقاتها؟ ويأمل الشارع الرياضي الجزائري في أن تتحمل وزارة الشباب والرياضة مسؤوليتها كاملة في القضية، وأن لا يتم تغليط الرأي العام بقرارات لا تعقبها تحركات فعلية على أرض الواقع، خاصة وأن الجميع يذكر أن الوزير السابق الهاشمي جيار كان قد قام بتشكيل لجنة من خبراء للتحقيق في أرضية الملعب، وهي اللجنة التي رفعت تقريرا مفصلا يدين المدير السابق للمركب، رشيد زروال، لتورطه مع الشركة الهولندية التي اتضح من خلال تقرير خبراء الوزارة أنها وضعت أرضية بنوعية رديئة، وكان الجميع ينتظر قرارات وعقوبات، لكن الوزارة لم تحرك ساكنا. هل سينجح قارة في ما فشل فيه سلفه وكان المدير الجديد للمركب، السيد قارة، قد تلقى إشادة كبيرة من طرف الوزير تهمي الذي خص نهاية الأسبوع قبل المنصرم معهد عين البنيان بزيارة تفقدية، حيث اعتبر تهمي أن قارة يقوم بعمل كبير، وهو الأمر الذي انعكس إيجابا على وضعية المعهد. لكن السؤال الأهم حاليا هو مدى إمكانية نجاح المدير الجديد في مهامه في ظل الفشل الذي واجهه سلفه في المهمة.