يحتضن، مساء اليوم، ركح كاتب ياسين للمسرح الجهوي بتيزي وزو، عرضا موسيقيا منوعا تحت عنوان “مقهى بارباس” تقدمه نخبة من نجوم الفن في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال. الحدث الذي أنشأه مزيان الزايش ينتظر أن تكون فيه الهوية وتاريخ الجزائر حاضرة من خلال دور الموسيقى الجزائرية في المنفى والمهجر بعيدا عن الوطن الأم. يهدف العرض الذي يشرف عليه مدير مسرح كاتب ياسين، إلى إعطاء رؤية واضحة حول حضور تاريخ موسيقى وفن شمال إفريقيا، وخصوصا الجزائر، بدول المهجر، لاسيما في فرنسا التي يتواجد بها عدد هائل من المغاربة، وكذا دور إبراز دور الفنانين الجدد في الحفاظ على التراث الفني لأسلافهم من الجزائر والمغرب وتونس، حيث اعتبرته آنذاك فرنسا جزء من كيانها الفني. كما تأتي هذه المبادرة التي إلى إعادة الاعتبار لثلة من الأسماء الفنية الجزائرية التي قدمت عروضا كثيرة في مقاهي وحانات “بارباس” بفرنسا بين سنوات 1930 و1960 من القرن الماضي، أين عانت الأمرّين قسوة ظروف الحياة والمعيشة ونظرة المجتمع الفرنسي إليهم. غير أنّها مع مرور الوقت استطاعت النجاح والتألق في سماء فرنسا وفرضت نفسها بقوة في بلاد المنفى الذي أصبح بمثابة “مملكتها”، حيث أسهمت بشكل كبير في إعلاء راية الفن الجزائري الذي يرتبط جزء منه بتاريخ الهجرة وكذا التعبير عن الذاكرة الجماعية وتراث المجتمع الجزائري الأصيل. كما شاركت في بناء رموز جديدة لاتزال إلى اليوم تدافع عن موروثنا الثقافي والفني الواسعين لأكثر من نصف قرن رغم مختلف العوائق التي واجهتها. ومن أهم أعمدة الأغنية الجزائرية التي أعادت الاعتبار للفن الجزائري وحافظت على استمراريته بالخارج نتيجة عيشها هناك: الشيخ الحسناوي، سليمان عازم، محمد مازوني، حنيفة، آيت فريدة، إلى جانب كل من وردية، بهية فرح، حسين سلاوي، دحمان الحراشي، آكلي يحياتن، كمال حمادي، محمد جاموسي، أوكيل عمار، صالح سعداوي وغيرهم.