دعا وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إلى الكف عن تقديم تفسيرات والانشغال بوضعية العراق، وذلك بعد أن اعتبر اللجوء إلى الناتو تدخلا من جانب تركيا في المشاكل الإقليمية، فيما اعتبرت سوريا ذلك خطوة مستفزة. أصدرت وزارة الخارجية التركية، بيانا يوم الجمعة، دعت فيه الحكومة العراقية إلى الامتناع عن إطلاق الفرضيات الخيالية حول توقعات الشعب التركي، والاستماع بدل ذلك إلى النصائح التي تسدى لها. وأوردت ذلك صحيفة ”حريت” التركية التي أضافت أن وزارة الخارجية أصدرت البيان ردا على بيان كان قد أصدره مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مؤخرا اتهم تركيا بالتدخل في المشاكل الإقليمية. وجاء في البيان التركي أن الملاحظات التي أدلى بها رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان في الحادي والعشرين من الشهر الجاري حول الوضع في العراق كانت تمثل ”قلقا صادقا”. وقال البيان التركي ”إن ما جاء في بيان رئاسة الحكومة العراقية يشير إلى أن رئيس الوزراء العراقي يخلط ما بين الوضع في بلاده والوضع في تركيا، وأنه قد فقد الاتصال بالواقع”. ومضى البيان التركي للقول ”نحن نرفض بشدة استغلال المخاوف التي عبر عنها رئيس وزرائنا أساسا لتوجيه التهم التي لا أساس لها حول بلادنا”. وأضاف البيان ”على رئيس الوزراء العراقي أن يستمع للمخاوف التي تعبر عنها الأحزاب السياسية العراقية، والكف عن اتباع السياسات التي من شأنها زيادة حدة التوتر في العراق. عليه أن يسلك منحى جديدا يشمل كل اطياف المجتمع العراقي والانتباه إلى النصائح بدلا من إطلاق الادعاءات التي تفتقر إلى أي أساس واختلاق الفرضيات الخيالية حول تطلعات الشعب التركي”. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد دعا أردوغان إلى التركيز على الوضع في بلاده. وقال المالكي في بيانه ”إن الوضع الداخلي في تركيا مثير للقلق، وعلى رئيس الوزراء التركي التركيز على المشاكل في تركيا التي قد تتسبب في المزيد من المتاعب العرقية والطائفية”. وكان أردوغان قد اتهم الحكومة العراقية الأربعاء الماضي بتعمد جر البلاد إلى حرب أهلية وسط التوتر المتصاعد بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان. من جهته، وصف مصدر في وزارة الخارجية السورية الجمعة طلب تركيا من حلف الأطلسي نشر صواريخ ”باتريوت” على حدودها المشتركة مع سوريا بأنه ”خطوة استفزازية جديدة”. وكانت تركيا تقدمت الأربعاء بطلب رسمي من الحلف لنشر هذه الصواريخ، بهدف ”تعزيز قدرات الدفاع الجوي لأنقرة بهدف حماية شعبها وأراضيها”. وقال التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل ”مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين يؤكد إدانة سوريا لاإدام الحكومة التركية على خطوة استفزازية جديدة بتقديمها طلبا لحلف الناتو لنصب منظومة صواريخ باتريوت بالقرب من الحدود السورية التركية”. كما أوضح الأمين العام للحلف أندرز فوغ راسموسن الذي شدد على أن الطلب ”محض دفاعي” ولا يهدف ”في أي حال إلى دعم إقامة منطقة حظر جوي أو أي عملية هجومية” ضد الأراضي السورية. وبررت وزارة الخارجية التركية طلبها ”بالتهديدات والمخاطر التي يمثلها استمرار الأزمة السورية على الأمن القومي” للبلاد. كذلك، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الجمعة أن الباتريوت ”نظام دفاع، لا داعي لقلق أي دولة وخاصة روسيا”. ويأتي الموقف التركي الجديد يوم حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي تدعم بلاده نظام الرئيس السوري بشار الأسد، من أن نشر هذه الصواريخ قد يسبب ”نزاعا مسلحا خطيرا”.