يزور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مصر في 17 نوفمبر الجاري، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، بحسب ما أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي. وقال رشدي أن ”وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو اتفق، خلال زيارة قام بها لأنقرة الجمعة، مع نظيره التركي داوود أوغلو على ترتيبات زيارة أردوغان لمصر على رأس وفد هو الأضخم في تاريخ العلاقات بين البلدين، ويضم 12 وزيرا تركيا”. وأضاف أن الهدف من زيارة أردوغان هو ”بحث تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات”. وكان الرئيس المصري محمد مرسي قام بزيارة لأنقرة في نهاية سبتمبر الماضي تم خلالها الاتفاق على حصول مصر على قرض بمليار دولار من تركيا. وأعلنت تركيا في منتصف سبتمبر الماضي، عن حزمة مساعدات لمصر قيمتها مليارا دولار، من بينها مليار دولار قرض ومليار دولار أخرى في صورة استثمارات تركية في مصر وشراكة في مشروعات البنية التحتية. وأكد وزير خارجية تركيا داود أوغلو، أن علاقة مصر وتركيا ستنعكس إيجابيا على المنطقة كلها، كلامه جاء في سياق مؤتمر صحفي مشترك، عقب لقائه وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، في أنقرة. وأوضح أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيزور مصر، لعقد اجتماع مجلس التعاون الإستراتيجي عالي المستوى بين البلدين، الذي سيكون الأشمل في هذا الإطار. من ناحية أخرى، أشار داود أوغلو أن تركيا لم تطلب رسميا في المرحلة الحالية من حلف شمال الأطلسي الناتو نشر صواريخ باتريوت على أراضيها. وأكد داود أوغلو أن حدود تركيا هي حدود طبيعية للناتو، منوها إلى استمرار المشاورات مع الحلف في إطار أخذ التدابير ووضع الخطط المحتملة. وأضاف داود أوغلو أنه عندما يتعلق الأمر بأمن مناطق الناتو، يمكن اتخاذ الخطوات اللازمة في إطار التضامن بين دول الحلف، مذكرا بمقتل خمسة مواطنين أتراك في بلدة ”أقجه قلعة” إثر سقوط قذيفة من الجانب السوري، الأمر الذي يعد خرقا للحدود، والموقف الواضح الداعم لتركيا من قبل الناتو إثر ذلك. ولفت الوزير التركي إلى استمرار المشاورات بين أنقرة والناتو منذ أشهر، بسبب استمرار الخطر من الجانب السوري. وذكر داود أوغل، أن تركيا تسمح بمرور المساعدات الإنسانية إلى سوريا، إلا أنها لا تسمح بمرور الأسلحة عبر أجوائها للنظام السوري، الذي يحارب شعبه، موضحا أخذ التدابير اللازمة من قبل الجهات المعنية لمواجهة أي خرق للحدود، ومتابعة الاستخبارات والأمن التركي للاشتباكات في بلدة ”رأس العين” السورية الحدودية. من جهته، شدد وزير الخارجية المصري على أن الشعب المصري لن ينسى موقف تركيا المساند لثورته، مؤكد مضاعفة الاستثمارات التركية، في مصر ما بعد الثورة، بينما توقفت استثمارات أخرى. ونوه عمرو أن العلاقة بين مصر وتركيا تكاملية وليست تنافسية، وأن التحالف بين أنقرة والقاهرة سيصب في مصلحة المنطقة بأسرها والعالم، وأنه ليس موجها ضد أحد، مثنيا على التجربة الديمقراطية في تركيا، التي وصفها بالنموذج السلمي للتحول الديمقراطي.