كشفت الأخصائية الاجتماعية، سعاد سي موسى، خلال اليوم الدراسي الذي تم تنظيمه بالمركز الثقافي الإسلامي بولاية معسكر، بحر الأسبوع الماضي، أن ظاهرة الطلاق في تزايد رهيب في السنوات الأخيرة بالجزائر مقارنة بالسنوات الماضية. كما أرجعت المتحدثة، أثناء إلقائها لمحاضرة بعنوان “أسباب انهيار العلاقات الزوجية”، تنامي الظاهرة إلى ندرة الدراسات العلمية للطلاق في المجتمع الجزائري، مشيرة إلى تفكك 50 ألف أسرة كل سنة بسبب انعدام الحوار. وعددت المتحدثة أيضا مجموعة من الأسباب المؤدية الى الطلاق، منها اللامسؤولية والتسلط والعنف الجسدي والعاطفي، والإدمان، والغيرة، وخروج المرأة للعمل، وأزمة السكن، والبطالة والفقر، وعدم التوافق الجنسي، وانعدام الحوار، وغياب الثقافة الجنسية الشرعية، وكذا غياب تام للأساليب السليمة للتواصل.. زيادة على عدم مراعاة الأسرة لبعض مقاييس وشروط الزواج، كتزويج الفتاة في سن مبكرة خاصة بالمناطق الريفية، ومسؤولية الوالدين والقانون في ذلك، وكذا اختيار الأهل الزوج للفتاة دون استشارتها، وسكن الزوجين مع أهل الزوج، والخيانة الزوجية والمسائل المالية، وعدم قدرة الزوجين على الإنفاق على الأسرة والأولاد، وتسرب الملل خاصة للمرأة بعد إهمال زوجها، وعمل المرأة الذي يعتبر أكثر أسباب الطلاق، خاصة الاستقلالية المالية الذي يشجع على الاستقلالية الذاتية. الأخصائية الاجتماعية أكدت أن الخاسر الأول والأخير هم الأبناء، وما يعانوه من تفكك أسري وتفكك بالمجتمع ككل، مضيفة أنه تم تسجيل 50 ألف قضية طلاق سنة 2010، ما أدى إلى تفكك 50 ألف عائلة، وهذا ما لم يسجل خلال ال 30 سنة الماضية. كما تطرقت المحاضرة إلى ظاهرة الخلع التي أصبحت تستفحل يوما بعد آخر وتتنامى كل يوم لأسباب تافهة وغير منطقية، إذ تم تسجيل 5135 قضية خلع خلال سنة 2010، اضافة إلى 100 ألف طفل ضحية سوء المعاملة سنويا. وحسب البحث الذي أجرته الأخصائية فإن إطارات سامية في الدولة أكثر من يعرضون مشاكلهم الزوجية على الأخصائيين الاجتماعيين، إضافة إلى العرسان الجدد وأئمة المساجد وبعض الشرائح الأخرى. ومن جهة أخرى، ألقى الأستاذ الجامعي، حامق محمد، محاضرة شرح فيها الانعكاسات السلبية للطلاق على الأبناء، حيث شبه الطلاق بالزلزال الذي يهز أركان البيت وما للهزات الارتدادية من تأثير على الأبناء، حيث أفاد أن الجريمة لدى الأحداث والقصر تعود نسبة كبيرة منها بسبب الطلاق. وأرجع السبب الحقيقي وراء ظاهرة الطلاق إلى الاضطراب الجنسي معتبرا ذلك طابو مسكوت عنه، وأشار إلى تدني صيانة الحياة الزوجية عن طريق الخروج في نزهات ورحلات وغيرها من الأمور التي تعطي نفسا جديدا للحياة الزوجية. وقد خلص المحاضرون إلى ضرورة معالجة الظاهرة، حيث لم يعد هناك داع إلى اغفالها أوالسكوت عنها لأنها سبب من أسباب تدهور المجتمع الجزائري.