حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره السوري من مغبة اللجوء إلى استخدام أسلحة كيمياوية في صراعه ضد المعارضة، واصفا الأمر بالخطأ الفادح وغير المقبول نهائيا، فيما هدد الأمين العام لحلف الأطلسي راسموسن روسيا برد فعل قوي في حال استعمالها، في وقت استبعدت سوريا لجوءها إلى خيار استعمال أسلحة كيمائية إن وجدت. قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أمس إن استخدام سوريا أسلحة كيميائية سيؤدي إلى رد فعل "فوري" من الأسرة الدولية. وقال راسموسن قبل اجتماع لوزراء خارجية دول حلف الأطلسي في بروكسل إن "أي استخدام لأسلحة كيميائية لن يكون مقبولا على الإطلاق بالنسبة للأسرة الدولية. أتوقع رد فعل فوري من الأسرة الدولية" في هذه الحالة". فيما أشار أوباما إلى إمكانية فرض عقوبات على نظام الأسد إذا ما حاول هذا الأخير استعمال الأسلحة البيولوجية ضد شعبه، خاصة وأن العالم يلعب دور الرقيب على الأوضاع في سوريا، وجاء في تصريح الرئيس الأمريكي "أن الأسد لن يفلت من المحاسبة إذا ما ارتكب هذا الخطأ، واستعمل مثل هذه الأسلحة المحظورة دوليا، مضيفا بأنه لن يسمح بأن يغرق القرن الواحد والعشرين في السواد بسبب أخطر أسلحة عرفتها البشرية"، مضيفا أن دعم التطلعات المشروعة للسوريين ستتواصل وأن أمريكا سنتعاون مع المعارضة وستقدم لها المساعدة الإنسانية، كما ستشرف على عملية انتقالية نحو سوريا محررة من نظام الأسد". وردت دمشق في وقت سابق على تحذيرات أمريكا مؤكدة أنها لن تستخدم أي أسلحة كيمياوية ضد شعبها، ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر في وزارة الخارجية قوله: "تعقيبا على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية التي حذرت فيها سوريا من احتمال استخدام الأسلحة الكيمياوية، فإن سوريا تؤكد مرارا وتكرارا بأنها لن تستخدم مثل هذه الأسلحة إن وجدت، تحت أي ظرف كان". من جهة أخرى تقول الأممالمتحدة إن موظفيها يتعرضون "لخطر زائد" من اطلاق النار العشوائي والاشتباكات من الجانبين. في وقت قررت سحب "جميع أفراد الطاقم غير الأساسي" من سوريا مع تدهور الأوضاع بالعاصمة دمشق. وقالت وكالة الأنباء الخاصة بالأممالمتحدة (ارين) إن نحو 25 من بين مئة موظف دولي يمكن أن يغادروا سوريا الأسبوع الجاري. وتم إيقاف جميع الرحلات الميدانية خارج العاصمة بصورة مؤقتة نظرا لأن موظفي الأممالمتحدة مهددون. وحسب الأممالمتحدة، فقد قتل ثمانية من موظفيها في سوريا منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد في مارس 2011، كما قتل 18 متطوعا في الهلال الأحمر السوري. وقال رادهاون نويسر، منسق الشؤون الإنسانية في سوريا لارين "أصبح الوضع الأمني صعبا للغاية بما في ذلك دمشق". وأضاف "طالما لا تطبق جميع الأطراف في الأزمة القوانين الإنسانية الدولية، وطالما لا توجد ضمانات للعاملين في مجال الإغاثة، يجب على الأممالمتحدة أن تراجع حجم وجودها في البلاد وطريقة تقديم الخدمات الإنسانية".