أوضح “المكتب الإعلامي للمجلس العسكري” في المعارضة السورية، أن قوات النظام أحرقت منزل المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في المزة، والذي ذكرت الأنباء أنه غادر موقعَه وبلادَهُ وتوجه إلى لندن عبر بيروت. وفيما اكتفى ناشطون بتأكيد خبر مغادرة مقدسي وأسرته للاستقرار في لندن بصورة نهائية، نقلت وكالة “رويترز” للأخبار عن مصادر دبلوماسية تأكيدها انشقاق مقدسي عن النظام وفراره للعاصمة البريطانية، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقدسي تعرض لضغوط من قبل بعض المحيطين بالأسد، مشيرا إلى أنه غادر إلى العاصمة البريطانية عبر مطار بيروت الدولي. وبحسب وسائل إعلام مقربة من نظام الأسد، فإن “القشة التي قصمت ظهر البعير” كانت تصريحاته قبل ساعات فقط من تداول أنباء عن انشقاقه، حيث أكد أن دمشق لن تستخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري مهما حدث، الأمر الذي عارضته الخارجية السورية واعتبرته خروجا من المقدسي عن النص الرسمي الموكل إليه، فكان الطلاق مع نظام الأسد. ورغم تكرار مقدسي على الهواء مقولة أن سوريا بخير، تبين لاحقا أن عائلته غادرت منذ أشهر إلى بيروت مع بدء العمليات العسكرية في العاصمة السورية. وفي الأثناء، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده ليست محامي النظام السوري، وهي إشارة قال مراقبون إنها تدعم إشارات سابقة صادرة من موسكو تفيد استعدادها لقبول نظام سوري دون بشار الأسد. ويأتي هذا في ظل استمرار الضغوط الخارجية على الأسد، وتواصل الانشقاقات من الداخل بما يجعل النظام في وضع سيّء. وأعلن بوتين في مؤتمر صحافي في اسطنبول مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان “لسنا مدافعين عن النظام السوري الحالي.. لقد قلتها أكثر من مرة لسنا محامين عن النظام السوري. هناك أشياء أخرى تثير قلقنا منها على سبيل المثال ما سيحدث مستقبلا” في هذا البلد. لكنه عبر عن معارضته للخيار العسكري للإطاحة بالأسد، وذلك في سياق حديثه عن رغبة تركيا في نشر صواريخ أرض ? جو من نوع باتريوت للحلف الأطلسي على حدودها، وقال إن الخطوة ستزيد التوتر مع سوريا. ويقول مراقبون إن القيادة السورية لا تريد أن تتخلى عن حليفها في دمشق بشكل تام، وأنها تتخذ من الملف السوري ورقة ضغط في معركة التوازنات مع الإدارة الأميركية شبيهة بموقفها من الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي ظلت تدعمه على مستوى التصريحات إلى آخر لحظة، لكنها انحازت في الأخير إلى مصالحها وإلى التفاهمات الخفية. وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قد فتح باب التأويلات عن الموقف الروسي حينما أوضح منذ فترة أن بقاء الأسد في السلطة ليس شرطاً روسيا مسبقا لحل الأزمة في سوريا. من ناحية أخرى، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظام الرئيس السوري بشار الأسد من اللجوء إلى استخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه، معتبرا أن ذلك يشكل “خطأ جسيما” ستكون له “عواقب” على حد تعبيره. وقال في واشنطن أمس الاثنين أمام تجمع لخبراء في الانتشار النووي “اليوم أود أن أقول بكل وضوح للأسد والذين يطيعون أوامره إن العالم أجمع يراقبكم. إن اللجوء إلى أسلحة كيميائية غير مقبول وسيكون غير مقبول بتاتا”، مضيفا “إذا ارتكبتم الخطأ الجسيم باستخدام هذه الأسلحة، فستكون هناك عواقب وستحاسبون عليها. لا يمكننا أن نسمح بان يغرق القرن الواحد والعشرين في السواد بسبب أسوأ أسلحة القرن العشرين”. وفي تطور آخر، قلص الاتحاد الأوروبي عمل بعثته في دمشق، وعلقت الأممالمتحدة عملياتها في سوريا بسبب ما سمته “تنامي الخطر” فيها، بينما أعلنت روسيا أنها فشلت في الاتفاق مع تركيا بشأن الأزمة السورية.