اعتبر الدكتور إسماعيل دبش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن اتهام الغرب لسوريا بامتلاك أسلحة كيميائية مجرد أكذوبة، لتعبيد الطريق نحو تدخل أجنبي مشابه لما حدث في العراق، فيما استبعد إمكانية تجسيده في وقت قريب بوجود كل من روسيا والصين كقوتين معارضتين. قال إسماعيل دبش، في تصريح ل”الفجر”، أن التمهيد للتدخل الأجنبي في سوريا بدأ منذ أكثر من سنة أي منذ بداية الأزمة، وذلك استنادا إلى العديد من المؤشرات التي تجسدت على أرض الواقع منذ بداية الأزمة في سوريا، والتي من أهمها فتح الحدود التركية وتسليح ما يسمى بالمعارضة، خاصة أن الأسلحة تتزايد من طرف الدول الداعمة من حيث الكمية وكذا النوعية التي تطورت مؤخرا، من عادية إلى مضادة للصواريخ، مضيفا أن هذه الأسلحة أمريكية تركية إسرائيلية بتمويل عربي. وأضاف في نفس السياق، أن آخر محاولات التصعيد باتهام سوريا بامتلاك أسلحة كيميائية، ليست إلا مؤشرا يوضح أن المجتمع الدولي قد فشل في افتكاك الشرعية الدولية التي تمكنه من التدخل بعد تصدي كل من روسيا والصين، وذلك بعد محاولات عديدة شملت تأييد المعارضة ودعمها بالسلاح منذ بداية المواجهة مع القوات النظامية، وصولا إلى محاولة تقليص فترة حظر السلاح على سوريا من سنة إلى ثلاثة أشهر فقط، وبدأوا في البحث عن مبرر آخر وذلك عن طريق محاولة تكرار السناريو العراقي في دمشق. وحول الطرق التي يتوقع أن يستعملها الغرب لإثبات الاتهامات على دمشق، أعقب محدثنا واصفا ما حدث في العراق لإثبات امتلاك السلاح النووي، حيث قال: ”سيأتون بصور وفيديوهات لأشخاص سوريين ويقولون أنه تم استهدافهم بأسلحة كيميائية من طرف قوات النظام، ثم يأتون فيما بعد ليؤكدوا أنهم لم يتمكنوا من العثور عليها”. واستبعد أستاذ العلاقات الدولية أن يتم ذلك في وقت قريب نظرا للضغوطات التي تمارسها كل من وسيا والصين والتي تعوق الحصول على الموافقة الدولية على أي تدخل في الوقت الحالي، وأي مجازفة ستؤدي إلى تصعيد إقليمي بعد المساس بمصالح هاتين الدولتين القويتين.