خلص المشاركون في أشغال الملتقى الوطني الثاني حول التخطيط اللغوي إلى ضرورة التأسيس لمشروع أكاديمي عربي للنهوض بلغة الضاد، بغية استعادة هذه الأخيرة لمكانتها وتجاوز المرحلة العصيبة التي مرت بها في ظل طغيان لغة موليير على المجتمعات العربية. الملتقى الذي اختتم أمس، وأشرف على تنظيمه مخبر الممارسات اللغوية في الجزائر التابع لكلية الآداب واللغات بجامعة مولود معمري بتيزي وزو والمجلس الأعلى للغة العربية ناقش على مدار ثلاثة أيام كاملة العديد من الجوانب المتعلقة باللغة العربية، حيث تعددت محاور الملتقى التي تعلقت بالتعدد والازدواج في ضوء السياسة والتخطيط اللغوي حيث دعى المتدخلون إلى ضرورة فرض سياسة التعايش بين اللغات مع إبراز المكانة الاجتماعية لكل منها في علاقاتها بوضعيتها القانونية والاعتبارية المحددة، تماشيا مع السياسة اللغوية المنتهجة، مشيرين في ذات الصدد أن المشهد اللغوي المتعدد يظهر اللغة العربية بحسبانها اللغة الرسمية الوحيدة وتقدم على أنها لغة الهوية والسيادة في حين تبدو اللغة الأمازيغية بوصفها اللغة الوطنية الثانية، أما اللغات الأجنبية وفي مقدمتها اللغة الفرنسية فتقدم بوصفها لغات التفتح على العالم الخارجي، العلوم والثقافات وهو ما شكّل موضوع نقاش حاد أثاره المختصون الذين اعترفوا بأحقية وجود صراع لغوي في مثل هذه الحالات في ظل التنافر الذي يعرفه المجتمع الجزائري خصوصا في هذا الجانب، واقترح المشاركون لفك لغز هذا التنافر اللغوي تقريب المواقف المختلفة حيال هذه اللغات وتصوراتهم لها الذي من شأنه التأثير على التماسك الاجتماعي. من جهة أخرى، دعا المحاضرون إلى حتمية إبراز دور التخطيط اللغوي في حماية اللغة العربية الفصيحة من خطر اللهجات الخارجية اقتداء بما أقدمت عليه الصين في نشر لغتها عبر المؤسسات التعليمية من خلال تبني نظام تربوي يجمع بين الواقع والمأمول، كما لقي في ذات السياق موضوع حتمية التخطيط اللغوي لصيانة اللسان العربي في الجزائر من تقديم أحمد بناني من تمنراست محل اهتمام الحضور، الذي عرج إلى كيفية النهوض وتنمية اللغة العربية بوصفها لسان القران مع الحفاظ على وظيفتها التخاطبية والكتابية مع ضرورة التأسيس حسبه لتخطيط واقعي يأخذ بعين الاعتبار التنمية وجودة التكوين والتدريس. للإشارة شارك في فعاليات الملتقى العديد من المختصين والدكاترة ممثلين لمختلف جامعات الوطن على غرار وهران، سعيدة، قسنطينة، البليدة، سيدي بلعباس، العاصمة، أم البواقي، الوادي، بجاية وتيزي وزو إلى جانب ضيوف من العراق يتقدمهم أسعد عباس وكاظم المياحي.