أكد المحاضرون في أشغال الملتقى حول التخطيط اللغوي في الجزائر الذي نظمه المجلس الأعلى للغة العربية يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة أن اللغة العربية مرتبطة بالتنمية البشرية وان هذه الأخيرة لاتحصل إلا بلغة الأم. وذكر المحاضرون بان هناك قوانين وتشريعات في مسالة التخطيط اللغوي في الجزائر غير انها تحتاج الى تفعيل.في هذا الإطار يرى المختصون أن المسألة اللغوية مسألة حيوية تحتاج إلى تخطيط وتحيين تلك القوانين مشيرين الى ان الاهتمام بلغة الأم لا يعني الامتناع عن تعلم وتعليم اللغات أجنبية . من هذا المنظور يقول الدكتور صالح بلعيد من جامعة تيزي وزو انه تمت خلال هذا الملتقى دراسة مسألة التخطيط اللغوي من زوايا ثلاثة الاولى هي ان يكون التخطيط اللغوي على المدى الآني وهي خاصة بالحالات المستعجلة ثم التخطيط على المدى العشري أي خلال عشر سنوات وهي خاصة بالقضايا المستجدة ثم التخطيط للأجيال الذي يمتد من 25 إلى 30 سنة. وفي هذا الصدد دعا المختصون الجهات المعنية الى اعادة النظر في بعض القوانين وتفعيلها لمعالجة بعض المتسببات في مسألة عدم تفعيل قانون تعميم استعمال اللغة العربية. وقد قدم الأستاذ بشير مصطفى من جامعة الجزائر عرضا مفصلا عن "الشروط الفنية للتنمية من منظور التواصل اللغوي" اشار فيه الى "أن كثيرا من الدول المتصارعة اقتصاديا وسياسيا هي أيضا متصارعة لغويا مشيرا إلى أن اللغة جزء محوري في الاتصال والتواصل وايضا في العملية الاقتصادية والإنتاجية. وأكد الباحث والخبير الاقتصادي بشير مصطفى أن اللغة الاقتصادية الرقمية تشترط لغة سريعة وسهلة وموجزة مشيرا إلى أن اللغة العربية مرشحة اكثر من غيرها من لغات العالم في مسألة التوافق الرقمي بسبب غنى مفرداتها ومشتقاتها .وأضاف المتحدث أن اللغة العربية قادرة على استيعاب المصطلحات مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من المصطلحات المتداولة عالميا اصلها عربي. ومن جهتها ذكرت الأستاذة حمو نعيمة من جامعة تيزي وزو في مداخلة تحت عنوان "السياسة اللغوية في الجزائر" أن اللغة العربية تعاني من مشاكل عديدة منها الازدواجية اللغوية وغياب استراتيجية للنهوض باللغة عند الطفل . وأشادت بمشروع الذخيرة اللغوية العربية من اجل النهوض باللغة العربية وكذا تحيين فكرة الرصيد اللغوي .