خرج مئات المتظاهرين في العاصمة الليبية طرابلس ومدن أخرى الأربعاء، للمطالبة بتطبيق قانون العزل السياسي الذي رأوا فيه تحقيقا لأهداف ثورة 17 فيفري. من جهة أخرى، أصيب أربعة عناصر شرطة في انفجار قنبلة أمام مركز شرطة بمدينة بنغازي (شرق)، كما تعرضت قافلة للأمم المتحدة لإطلاق نار دون وقوع ضحايا. وتجمع المئات في ميدان الشهداء بطرابلس تلبية لدعوة أطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي منذ أيام للتظاهر تحت اسم “مظاهرة الغضب”، حيث طالبوا بتفعيل قانون لعزل الذين تقلدوا مناصب في ظل نظام العقيد الراحل معمر القذافي منذ انقلاب سبتمبر 1969 وحتى اندلاع ثورة 17 فيفري 2011. ونادى المتظاهرون بتصحيح مسار الثورة وضرورة الإسراع في بناء دولة مدنية على أسس ديمقراطية في إطار المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، وحملوا لافتات كتب عليها “نعم لقانون العزل السياسي وفاء لدماء الشهداء”، و”عزل الأزلام مطلبنا” و”خسروها عسكريا فهل سيسترجعونها سياسيا”. وأشارت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال إلى أن الدعوة للمظاهرة لم تلق الكثير من الاستجابة، حيث لم يتجمع سوى المئات في طرابلس، وأضافت أن الإستجابة في بنغازي كانت أقل من ذلك، حيث لم يتظاهر سوى العشرات. ورغم تبني المجلس الوطني الانتقالي الليبي قانون العزل السياسي لاستبعاد الموالين للنظام السابق من الحياة السياسية، هناك شكاوى من أن القانون لا يزال حبرا على ورق. ويقضي القانون بحظر المناصب والترشح للانتخابات العامة ومنع تأسيس الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وعضويتها وكذلك الاتحادات والروابط والنقابات والنوادي وما في حكمها لعشر سنوات لكل من تقلد منصبا قياديا في الفترة من 1969 حتى 2011. وعلى الصعيد الأمني، قال مسؤول في الشرطة الليبية إن قنبلة كانت مدفونة خارج مركز الشرطة في منطقة الفويهات ببنغازي انفجرت لدى اقتراب سيارة شرطة، حيث أصيب أربعة من عناصر الشرطة بجروح. وفي حادث آخر، قالت راضية عاشوري وهي متحدثة باسم الأممالمتحدة إن قافلة للمنظمة الدولية تعرضت لإطلاق نار في مدينة الخمس (100 كلم شرق طرابلس). وأضافت عاشوري أن الهجوم لم يسفر عن ضحايا، وأن السلطات الليبية فتحت تحقيقا في الحادث، وكانت بنغازي قد شهدت في أفريل الماضي انفجار عبوة ناسفة ألقيت على قافلة تقل رئيس بعثة الأممالمتحدة في ليبيا أيان مارتن، دون أن يسفر الانفجار عن وقوع أي أضرار.