احتفلت، أمس، الجمعية الوطنية الإدماج المدرسي والمهني للمصابين ب”التريزوميا”، ‘'انيت'' بمرور عشرين سنة عن تأسيسها ” 1992-2012” بتنظيم يوم دراسي حول التكفل بالأطفال المصابين ب”التريزوميا 21” وهذا بحضور أعضاء الجمعية وأولياء الأطفال المصابين وكذا الأطباء الذين قدموا تفسيرات حول هذه الإعاقة التي تمس حوالي 80 ألف طفل على المستوى الوطني، حيث تسجل الجزائر كل يوم من 20 إلى 30 حالة ولادة لأطفال مصابين تريزوميا. قدّم، أمس، السيد أبركان تجربة جمعية ”انيت” التي تمتد إلى عشرين عاما في التكفل بالأطفال المصابين بتريزوميا 21، حيث عرض المتحدث بالصور والأرقام مسار الجمعية التي قادت نضالا طويلا من أجل تحقيق الاندماج لهذه الفئة، وهذا في ظل غياب أي هيئة تتكفل بهم الأمر الذي كان وما زال يخلق متاعب لأولياء هذه الفئة من الأطفال التي ما تزال طابو في المجتمع، في حين يقول المتحدث، إنها إعاقة عقلية ناجمة عن ”حادث جيني يمكن أن يصيب أي كان وسببها ولادة طفل بكروموزوم واحد زائد يفرقهم عن الأطفال العاديين. وقد أكد المتحدث باسم جمعية ‘'انيت'' أن مرضى التريزوميا يمكنهم القيام بأعمال عديدة ونشاطات مختلفة مثلهم مثل الأطفال العاديين، مستعرضا مجهودات الجمعية في هذا المجال والتي تبين قدرة هؤلاء الأطفال على تعلم القراءة والكتابة والحساب والقيام بنشاطات ذهنية ويدوية، وهي الأساسيات التي تفتح لهم أفق العيش بصفة طبيعية في المجتمع، في السياق ذاته، عرض المحاضر جهود ونجاح الجمعية في إحراز بعض المكاسب لصالح الأطفال المعينين بهذه الإعاقة وهذا بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية حيث تم فتح أقسام دراسية خاصة الأمر الذي اعتبر انتصارا ونجاحا يجب دعمه. هذا زيادة على قرار وزارة التربية الذي اعتبر التلاميذ المصابين بالتريزوميا كتلاميذ نظاميين، حيث أصدرت وزارة التربية مرسوما في 12 فيفري من العام الماضي، والذي تم وقفه إدماج التلاميذ المصابين بالتريزوميا في النظام الدراسي العادي عبر الوطن واستفادتهم من الرعاية الصحية في المدارس، وهذا بعد أن كانت هذه الفئة تعاني من انعدام الإدماج التربوي، حيث ترفض المدارس ورياض الأطفال استقبالهم، الأمر الذي يخلق مصاعب عدة لأولياء في كيفية التكفل بأطفالهم حيث كشف المتحدث أن هناك ما يقارب 475 طفل تريزومي متمدرس فقط، في 8 ولايات عبر الوطن وهي ‘'الجزائر العاصمة، بومرداس، البليدة، تيبازة، سكيكدة، جيجل ووهران''، يمارسون دراستهم في أقسام خاصة عددها 42 قسما تابعة للجمعية منحتها وزارة التربية الوطنية لهذا الغرض. من جانب آخر، أكد السيد أبركان أن مرضى التريزوميا يمكنهم القيام بأعمال عديدة ونشاطات مختلفة، مستعرضا مجموعة النشاطات التي قامت وتقوم بها جمعية ”انيت” بالتنسيق مع وزارة التربية وجمعيات أخرى مثل جمعية ”شمس” التي ساهمت في تلقين الأطفال الموسيقى، وقد تم إنشاء فرقة أطفال ”تريزوميا 21” التي قدمت وصلات موسيقية على هامش افتتاح الندوة هذا إلى جانب ورشات للنشاطات والمهن اليدوية التي تبرز قدرات هذه الشريحة أبرزها ورشة ‘'رسكلة الورق'' بالعاصمة. على هامش الندوة قدم كل من الدكتور يوسف دالي الدكتور حصار محاضرة حول التكفل الصحي بالطفل المصاب بالتريزوميا والتي يجب أن تبدأ حسبهما منذ الولادة حيث عبر الدكتور حصار عن استيائه من كلمة ”منغولي” التي يلقب بها أطفال هذه الفئة حيث دعا الجميع إلى التخلي عنها وإلغاء استخدامها من القاموس الاجتماعي لأنها تنسب إلى جنس بشري يقطن آسيا في بلد يدعي منغوليا.مؤكدا في السياق ذاته أن الأولياء الذين رزقوا بطفل مصاب بالتريزوميا 21 يجب أن يعلموا أنه يجب أن يتكفلوا بطفلهم منذ أول يوم من الولادة، على أن يكون التكفل بصفة شاملة ودقيقة ومتواصلة، وتستدعي عدة تخصصات من الارطوفونيا وطب الأطفال والجراحة وغيرها لأن يوما واحدا في حياة الطفل المصاب بالتريزويما تساوي ستة أشهر في حياة الطفل العادي. من جهته، الدكتور دالي يوسف قال إن التريزويما هي إعاقة عقلية ناجمة عن خلل جيني قد تصب أيا كان وليست مرضا معديا ولا وراثيا لذا يجب رفع الطابو الاجتماعي والتكفل بهؤلاء الأطفال بعيدا عن نظرات الشفقة أو الازدراء”. الدكتور حصار بمعية الدكتور دالي قدما شرحا عليما للإعاقة المسببة لتريزوميا. باعتبارها خلل على مستوى الكروموزوم 21 فيسبب مشاكل لها علاقة بالجانب اللغوي والمعرفي للطفل، لأن خلايا الجسم تحمل في الحالة العادية 46 كروموزوما، لكن في حالة الذين تظهر لديهم حالات التريزوميا نجد لديهم كروموزوما واحدا زائدا.