نوّه المخرج الفلسطيني جهاد الشرقاوي إلى مجموعة الأبعاد والرسائل التي ينضوي عليها فيلمه، بغض النظر عن الرغبة في الاستقلال والعودة إلى قضية اللجوء وقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، من خلال استعراض قصة لاجئة فلسطينية عانت الأمرين، بقاؤها أسيرة، شوق العائلة وكذا حزنها على ما يحدث داخل السلطة الفلسطينية من شقاق واختلاف. أشار المخرج ومصمم المناظر السينمائية جهاد الشرقاوي، أول أمس، في حديث ل”الفجر”، على هامش عرض فيلمه الوثائقي الموسوم ب”البلح المر” في اليوم الأول لفعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي بقاعة ”السينماتيك”، بأنّ الصراع الذي يجري حاليا بين تيارات السلطة الفلسطينية جدير بالاهتمام وتسليط الضوء عليه، نتيجة ما ينتج عن هذا الشقاق من سلبيات تأتي عواقبها وخيمة على الشعب الفلسطيني، حيث اعتبر بأنّ المصالحة الوطنية مهمة في ظل الظروف الصعبة والخطيرة التي تعيشها فلسطين بمختلف ربوعها بسبب الاحتلال الإسرائيلي، منوها في السياق ذاته بأنّ اختياره لعنوان ”البلح المر” يرجع إلى شجرة البلح التي تتميز بالحلاوة ومعناها الشموخ، كما تعرف بلونها الأحمر -وحسبه- فإنّه لون الدماء، مضيفا ”هو حلاوة، حرية لكن لحد الآن هو مرّ”، وفي السياق نفسه قال الشرقاوي عن القصة، بأنها تتناول قصة عجوز والتي هي بالصدفة والدته، تعيش في غزة وتتوق للعودة ل”يافا” مدينتها التي طردت منها أثناء نكبة فلسطين عام 1948، حيث يشير إلى الهجرة عن الديار من خلال كتاب مصور وفي الوقت نفسه تقع الحرب على غزة المحاصرة أين يزداد شغف الأم برؤية أبنائها وتعكف على إعداد مربى ”البلح” لهم لكن بدون جدوى على أمل اللقاء بهم قريبا، ويوضح ذلك من خلال فك الحصار وتحقيق المصالحة الفلسطينية التي اعتبرها أهم من الحصار ذاته، وأكدّ الشرقاي بأنه ركّز في هذا العمل على الصورة بالنظر إلى بلاغتها التعبيرية ودلالتها الرمزية، ناهيك عن توظيف صور من أرشيف الحرب على غزة. وفي سياق متصل، أوضح محدثنا بأن إسرائيل لا تمارس رقابة على الانتاج الوثائقي أو السينمائي بقدر ما تفضل القتل والاغتيال وتفرض الحصار.