استولى المتمردون في جمهورية إفريقيا الوسطى، الذين يهددون بإسقاط نظام الرئيس فرانسوا بوزيزي، أمس الأربعاء، على بلدة كابو وذلك بعد سيطرتهم على خمس مدن. وأكدت مصادر عسكرية وأخرى مقربة من المتمردين اليوم، أن المتمردين قطعوا الروابط الهاتفية مع ”كابو ” والتي سيطرون عليها تماما الآن. ومن جهته، أكد الكولونيل دجوما ناركويو من المتمردين أن رجاله يسيطرون على ”كابو” ويتقدمون اتجاه ”باتانغافو ”جنوب ”كابو”. وكان المتمردون قد أعلنوا يوم الأربعاء الفارط سيطرتهم على خمس مدن شمال البلاد خلال نحو أسبوعين هما ”برايا” التي تعد محورا لإنتاج النفط في إفريقيا الوسطى. وأكد عمدة بلدة (بيرا) موسى جوانمان أن ”القوات الحكومية لاتزال تسيطر على قاعدة عسكرية بالبلدة”. وأرسلت حكومة تشاد قواتها العسكرية إلى إفريقيا الوسطى في إطار التعزيزات المسلحة لمواجهة زحف متمردي ”اتحاد القوات الديمقراطية لإعادة التجمع” في عدة مدن بينها مدينة ”بريا”. وذكر تقارير إعلامية، أمس، أن رئيس إفريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزي دعا تشاد لمساعدته مما دفع الأخيرة إلى إرسال قواتها المسلحة لمد العون للقوات في إفريقيا الوسطى للتصدي للمتمردين. وقال مصدر عسكري في إفريقيا الوسطى، إن مهمة العناصر التشادية هي ”تعزيز القوات المسلحة في البلاد في مواجهة المتمردين لاستعادة المدن التي أصبحت تحت سيطرتهم”. وأوضح ضابط رفيع المستوى أن هذا التدخل الأجنبي ”يهدف لإنقاذ النظام بعد أن نجح المتمردون في تحقيق تقدما دون أدنى مشكلة في اتجاه وسط البلاد للوصول إلى مدن ”نديليه”، ”سام أواندجا”، ”أوادا”، ”بامينجي” و”بريا””. ويذكر أن تشاد تعد حليفا وثيقا لرئيس إفريقيا الوسطى وهي التي زودته بالسلاح للاستيلاء على السلطة في” بانغي” عام 2003. ونددت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني زوما بأعمال العنف التي ترتكبها بعض الجماعات المسلحة في جمهورية إفريقيا الوسطى، مشيرة إلى أنها تشكل ”انتهاكا صارخا” لاتفاقية السلام الشامل الموقعة في ليبرفيل وتقوض من جهود إرساء السلام في البلاد. كان متمردو ” اتحاد القوات الديمقراطية لإعادة التجمع” و”الجيش الشعبي لاستعادة الديمقراطية” قد وقعا على اتفاقية سلام شاملة مع الحكومة في 21 جوان 2008 فى العاصمة الغابونية ليبرفيل. وشهدت جمهورية إفريقيا الوسطى سلسلة من الانقلابات والثورات منذ استقلالها فى عام 1960. وبالرغم من الموارد الوافرة التي تتمثل في الأخشاب، الذهب والألماس فإن الدولة تصنف بأنها واحدة من أفقر الدول في العالم نتيجة لعدم الاستقرار الطويل.