يتوجه الناخبون بافريقيا الوسطى غدا الاحد الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد وتجديد نوابهم في اطار الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي وصفت بالهامة في بلد منهك من سنوات اللاستقرار . ويقدر عدد الناخبين ب 8ر1 مليون ناخب سيختارون رئيسا للبلاد ضمن قائمة المرشحين لهذا المنصب من بينهم الرئيس الحالي فرانسوا بوزيزي. كما تضم لائحة المتنافسين لهاته الرئاسيات الرئيس السابق المستقل آنج فليكس باتاسيه ورئيس الوزراء السابق زعيم حركة تحرير شعب افريقيا الوسطى مارتين زيغويلي وقائد الجيش الشعبي لاستعادة الديمقراطية السابق جان جاك ديمافوث وزعيم التحالف التقدمي الجديد غروس ريمون ناكومبو. ويعد بوزيزي (64 عاما) في الحكم منذ 2003 الاوفر حظا للفوز بهذه الانتخابات لفترة خمسة سنوات قادمة . وخلال حملته الانتخابية اعرب الرئيس بوزيزي الذي انتهت فترة رئاسته في جوان الماضي عن ثقته بالفوز في الانتخابات كما دعا مواطنيه الى اعطاء رأيهم والتقرير فيما اذا كان سيكون هناك دور ور ثان أو لا. وعلى صعيد أخر يتنافس 885 مرشح من أجل الضفر بمقعد في الجمعية الوطنية (البرلمان) الذي يضم 105 مقعد. ومن المقرر معرفة النتائح الجزئية لهذه الانتخابات بعد ثمانية ايام على الاكثر من انتهاء الاقتراع. ووفقا للجنة الانتخابية الوطنية فانه امام المجلس الدستوري 15 يوما من اجل الاعلان عن النتائج النهائية. يذكر أنه كان مقررا إجراء الانتخابات في شهر أفريل الماضي وتم تأجيلها إلى شهر ماي الماضي ثم مرة أخرى إلى شهر أكتوبر القادم , ويرجع سبب التأجيل إلى شكوى زعماء المعارضة من عدم نزع أسلحة المتمردين وعدم اكتمال تسجيل قوائم الناخبين. وبهدف تامين هذه الانتخابات تعهد الإتحاد الأوروبي بتمويل الانتخابات العامة في البلاد بمبلغ 5ر6 مليون يورو , كما أبدى استعداده لزيادة المنحة المقدمة لبانغي إلى 5ر9 مليون يورو إذا طلبت حكومة أفريقيا الوسطى ذلك. وفي اكتوبر الماضي أعلن الاتحاد الافريقي عن منح جمهورية أفريقيا الوسطى مبلغا يقدر بنحو 70 ألف أورو لتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد. ولمتابعة سير الانتخابات بعث المركز الانتخابي لافريقيا الاستوائية وفدا من المراقبين يضم 26 مراقبا هم أعضاء في لجان انتخابية ومنظمات من المجتمع المدني لبلدان افريقيا. وتسلم الرئيس الحالي بوزيزي وهو قائد عسكري سابق السلطة اثر تمرد عام 2003 أطاح بسلفه آنج فليكس باتاسيه وتم انتخابه في 2005 رئيسا لجمهورية افريقيا الوسطى التي عانت كثيرا من الثورات والانتفاضات العسكرية منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960. وكانت آخر التقارير الامنية في افريقيا الوسطى أدت بداية شهر ديسمبر الماضي الى مقتل 71 شخصا من بينهم 65 متمردا خلال معارك بين حركة "ميثاق الوطنيين للعدالة والسلام" المتمردة والجيش فى بلدة بيراو "شمال شرق" . للاشارة وقعت الحركات المتمردة في افيريقا الوسطى في إفريل عام 2008 على اتفاقية سلام "بيراو " واتفاقية "سيرت" في فيفري عام 2008 واتفاقية "ليبرفيل" للسلام في ماي عام 2008 واتفاقية السلام الشامل لليبرفيل في جوان عام 2008. وعشية انطلاق الانتخابات دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى اجراءها بشكل شفاف من اجل ارساء اساس الاستقرار والتنمية بالبلاد. وقال بان كي مون فى بيان له انه "من المهم ان يحترم جميع المرشحين والاحزاب نتائج الانتخابات التى ستجري حسب القواعد القانونية" مضيفا ان "هذه الانتخابات تعد جزءا مهما من توصيات الحوار السياسي الشامل بين الحكومة والمعارضة السياسية والحركات الاخرى الرامي الى تعزيز السلام فى البلاد". ورحب الامين العام الاممي بالتوقيع مؤخرا على القواعد القانونية لاجراء الانتخابات كما اثنى على جميع المرشحين والاحزاب المشاركين فيما وصفه ب "عملية الحملة السلمية" التي انتهت يوم الجمعة.