اتهم الباجي قايد السبسي، رئيس حزب “نداء تونس” المعارض، وزارة الداخلية بالتواطؤ مع محسوبين على حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، هاجموا السبت، اجتماعاً لحزبه في جزيرة جربة جنوب البلاد معتبراً أن حركة النهضة أصبحت خطراً على تونس. وقال السبسي لوسائل الإعلام “أنا أوجه نداء إلى المواطنين التونسيين، وأنبههم وأقول لهم إن حركة النهضة أصبحت أكبر خطر على البلاد، وإن أمنكم لم يعد مضمونا”. وأضاف أن الذين هاجموا اجتماع حزبه، السبت، في جربة “ينتمون إلى حركة النهضة وإلى الرابطة الوطنية لحماية الثورة” المحسوبة على النهضة. واتهم السبسي الشرطة بالتواطؤ مع المهاجمين و”مساعدتهم على إفشال الاجتماع”، الذي قال إنه بدأ بحضور ألفي شخص من سكان جربة وتم إلغاؤه بعد الهجوم. وذكر أن حزبه أعلم في وقت سابق وزارة الداخلية بتاريخ عقد الاجتماع ومكانه، وأنه تلقى منها “تطمينات” بتأمينه. ويتولى وزارة الداخلية علي العريض القيادي في حركة النهضة. وقال السبسي إن “الدولة لم تعد قادرة على حفظ أمن مواطنيها، وربما سنعود إلى قانون الغاب، وكل واحد سيحمي أمنه بنفسه”. ومن جهته، نفى عامر العريض، القيادي في حركة النهضة، أي مسؤولية لحركته في مهاجمة اجتماع حزب نداء تونس في جربة. وقال لإذاعة “موزاييك أف أم” إنها “اتهامات عارية من الصحة، والنهضة تدين العنف أياً كان مصدره”. كما نفى خالد طروش، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية في تصريح للتلفزيون الرسمي، أن تكون الشرطة “تواطأت” مع المهاجمين. وقالت المحامية بشرى بلحاج حميدة، الناشطة في حزب نداء تونس، إن نحو 250 شخص تم استجلاب أغلبهم من ولايات أخرى، وبعضهم يركب خيولا، حاصروا طوال ثلاث ساعات الفندق الذي كان مقررا عقد الاجتماع داخله، وقد أصيب أنصار من الحزب بعدما تم الاعتداء عليهم بالحجارة والهراوات أمام أنظار الأمن الذي لم يتدخل. وفي الأشهر الماضية، تعرضت اجتماعات عدة لحزب “نداء تونس” إلى هجمات من قبل محسوبين على رابطة حماية الثورة. وفي 18 أكتوبر الماضي، قتل محسوبون على الرابطة لطفي نقض، منسق حزب نداء تونس خلال تظاهرة في ولاية تطاوين. وفي جوان، حصلت الرابطة الوطنية لحماية الثورة على تأشيرة قانونية من الحكومة التي يرأسها حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة. وتقول أحزاب المعارضة إن الرابطة كناية عن “ميليشيات تأتمر بأوامر حركة النهضة، وتطالب المعارضة بحل الرابطة، في حين يرفض راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة هذا الأمر. وأظهرت استطلاعات رأي أخيرة أن “نداء تونس” الذي تأسس في جوان الماضي، أصبح أول منافس سياسي لحركة النهضة في تونس، وأن رئيسه السبسي هو أول شخصية تحظى بثقة التونسيين. والسبسي هو ثاني رئيس وزراء في تونس بعد الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقاد المرحلة الانتقالية الأولى التي انتهت بتنظيم انتخابات فازت بها حركة النهضة. وتعتبر النهضة أن نداء تونس امتداد لحزب “التجمع” الحاكم في عهد بن علي. وصرح الغنوشي مؤخراً بأن نداء تونس “أخطر” على الثورة التونسية من السلفيين.