السكان نزحوا إلى منطقة "انفارق" الآمنة بالقرب من الحدود الجزائرية كشف، محمد المولود رمضان مسؤول الخارجية في الحركة العربية الأزوادية في تصريح ل ”الفجر”، أن الجهاد والتوحيد حاولت الانتقام من الجزائر ولفت الأنظار إليها بعد تفاوضها مع أنصار الدين التي كانت حليفا قويا لها، وهجمت على منطقة الخليل التي تأوي خليطا من الأجناس في مقدمتهم عرب الأزواد، وكذا عدد لا بأس به من الجزائريين بحجة فرض الشريعة بها. قال المولود رمضان، إن أتباع الشريف ولد الطاهر المسيطرين على مدينة غاوه منذ شهر ماي الفارط، تجرؤوا على منطقة الخليل التي تبعد عن الحدود الجزائرية بحوالي 18 كلم، احتجاجا على نجاح المفاوضات التي جمعت الجزائر بأنصار الدين وتعدّت إلى الجلوس مع حركة تحرير الأزواد على طاولة واحدة رغم الصراع بين الحركتين، والتخلي النهائي عن كل الروابط التي تجمع أتباع سنده ولد اعمامة بالقاعدة وأجنحتها من الجهاد والتوحيد وبوكو حرام، مضيفا أن الجهاد والتوحيد استهدفت أقرب نقطة إلى الجزائر التي تحوي عددا لا معتبرا من الجزائريين الذين يشتغلون في التجارة أو يقطنون بها، وزعمت تصفية إحدى المناطق التابعة لمدينة غاو من المهربين ومافيا الأسلحة باسم الشريعة منصّبين أنفسهم كسلطة أولى رغم رفض السكان لذلك. وأشار إلى أن حركة الجهاد تحاول فرض نفسها كطرف مهم في هذه الحرب، وتشويه حركة أنصار الدين وحركات أخرى أبدت استعدادها لتقويم نفسها حفاظا على أمن أراضيها، وذلك بإلصاق تهمة التهريب بها، مدّعية بذلك أن الجزائر تفاوضت مع جماعة من اللصوص لا غير، وهو الأمر الذي دحّضه السكان الذين احتجوا على انتهاك حرمة منازلهم والقيام بتفتيشها. وأضاف ممثل حركة عرب الأزواد، أن السكان لم يبقوا مكتوفي الأيدي رغم أن حركته سارعت إلى نقل المنتمين للقبائل العربية إلى منطقة ”انفارق” التي تبعد عن الجزائر بحوالي 60 كلم بعد تردد أنباء بتعرض الخليل إلى هجمة إرهابية، وسارع من تبقى إلى الاستنجاد بحركة أنصار الدين لتأديب أتباع الشريف ولد طاهر، هذه الأخيرة التي صادرت كل ممتلكاتهم وأسلحتهم التي يدافعون بها عن أنفسهم وإرسالها إلى معاقلهم في غاو، كما أقدمت على حرق كميات معتبرة من السجائر وأخذت الكيف المعالج الذي وضعت يدها عليه في اعتداء إرهابي وسّع الهوة بين سكان إقليم الأزواد وحركة ”موجاو” التي يعتبرونها دخيلا على أرضهم. يذكر أن الاعتداء الأخير بمنطقة الخليل والذي نفّذه جناح قاعدة المغرب المكلف بتنفيذ أبشع جرائمه قد شجع مقاتلي إقليم الأزواد على التفكير في طريقة لتصفية الإرهابيين الذين عاشوا فسادا في المنطقة منذ سيطرتهم على الأراضي الشمالية لمالي.