دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، المحتجين في محافظة الأنبار إلى الحوار والابتعاد عن “قطع الطرق والجعجعة بالحرب وتقسيم العراق” للتعبير عن مطالبهم، فيما تواصلت الاحتجاجات في مناطق أخرى من العراق. قال المالكي في كلمة بمناسبة “يوم السيادة”، الذكرى الأولى لمغادرة آخر جندي أمريكي العراق، “نتحدث اليوم في ظل أجواء غير إيجابية وتحديات لا تزال تتنفس الماضي بآلامه وجراحاته”. وأضاف في إشارة إلى المحتجين الذين قطعوا الطريق الدولي بين بغداد وعمان وسورية منذ عدة أيام الأمم المتطلعة نحو السلام، لابد أن تعتمد على صيغ حضارية في التعبير، وليس من المقبول أن نعبر عنه بقطع الطرق وإثارة الفتن والطائفية والاقتتال والجعجعة بالحرب وتقسيم العراق، هذا لا يضمن مجدا”. ودعا في كلمته إلى الحوار مؤكدا على ضرورة الاتفاق على طاولة الإخوة والمحبة في إنهاء مشاكلنا وخلافاتنا وان يستمع بضعنا إلى بعضنا الآخر. يأتي هذا في الوقت الذي تظاهر فيه آلاف المواطنين من مختلف المحافظات العراقية، الجمعة، قرب مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين. وقالت “السومرية نيوز” إن المتظاهرين جاءوا من محافظات الانبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وبغداد، فضلا عن ذي قار وبابل والناصرية وإقليم كردستان إلى الفلوجة، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات. وأضافت الوكالة أن المتظاهرين رفعوا شعارات تندد بالطائفية وتدعوا إلى وحدة جميع مكونات الشعب العراقي. من جانبها أعلنت اللجنة المنظمة لتظاهرات واعتصامات محافظة الأنبار مشاركة الآلاف في التظاهرات التي كانت مقررة الجمعة في عدد من البلدات ضمن المحافظة وأبرزها الرمادي وهيت وعنة تحت شعار “جمعة العز والكرامة”. كما أفاد ناشطون بتسجيل مظاهرات في كل من الموصل وسامراء لمطالبة الحكومة العراقية بإطلاق سراح المعتقلات في السجون العراقية وفق شعارات رفعت في تلك التظاهرات. وتصاعدت حركة الاحتجاج في الفلوجة العراقية، وانضمت إليها سامراء والموصل، فيما استمر إغلاق الطريق الدولي بين بغداد وعمان لليوم الخامس على التوالي. ولم تستبعد مصادر أمنية استخدام القوة لفتح الطريق. إلى ذلك، بدت أجواء الحوار إيجابية بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان، رغم تضارب تصريحات المسؤولين في الجانبين حول التوصل إلى اتفاق نهائي. وأعلن وزير الدفاع سعدون الدليمي، خلال مؤتمر صحافي، التوصل إلى “حل شامل للأزمة، بعدما قدم الجانبان ورقتي عمل، على أن يشهد الاجتماع المقبل للجنة العليا المشتركة في أربيل توقيع الاتفاق النهائي”. لكن الناطق باسم وزارة “البيشمركة” الفريق جبار ياور، قال في بيان إن الجانب الكردي قدم خطة عمل كاملة وآلية ومبادئ للعمل المشترك في تلك المناطق، وشدد على تطبيق كامل الخطة من دون تجزئة مراحلها وفقراتها، وأشار إلى أن وفد الحكومة قدم خطة عمل شفوية، وتم الاتفاق على إجراء دراسة دقيقة لبنود وفقرات الخطتين في الاجتماعات المقبلة، للتوصل إلى مشروع متكامل للعمل المشترك في تلك المناطق.