خرجت، أمس، في مدينة الرمادي العراقية مظاهرات يرتقب أن تكون بحسب الداعين إليها حاشدة، للمطالبة بما سموه ”رفع الظلم عن العراقيين”. فيما تتواصل الاحتجاجات بمحافظة الأنبار وتحديدا في مدينة الفلوجة للمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون الحكومة، في ظل إشارات بعث بها المحتجون للسلطات بتصعيد الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم. وحسب مصادر إعلامية، فإن أكثر من خمسة آلاف متظاهر قاموا بنصب خيم على الطريق الدولي الذي يربط العراق بالأردن وسوريا للاعتصام بعد مظاهرات الفلوجة، وقاموا بإغلاق الطريق السريع الدولي احتجاجا على سياسة الحكومة المركزية التي تتبع بحسبهم ”نهجا طائفيا”. كما طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين في سجون وزارة الداخلية ووزارة العدل، مؤكدين أنه في حالة عدم الاستجابة سيقومون ”بثورة لإسقاط الحكومة المركزية في بغداد”. وذكرت ذات المصادر أن العديد من العشائر الكردية من محافظات الشمال والعشائر العربية من محافظات الجنوب انضمت للمظاهرات، و”عبرت عن استيائها من سياسة الحكومة الطائفية”. وقال الشيخ مجحم الدحّام عضوُ اللجنة المشرفة على اعتصام أهالي الأنبار، إن الاعتصام في الرمادي مستمر ولن ينفض إلا إذا أزيل الظلم الواقع على العراقيين. وأضاف الدحام أن المعتصمين متشبثين بضرورة إطلاق سراح السجينات والمساواة بين الجميع، بعيدا عن أي نفسٍ طائفي. يشار إلى أن مشاعر الغضب تسود العديد من المحافظات السنية إثر قيام قوة أمنية باعتقال عدد من أفراد حماية وزير المالية رافع العيساوي، القيادي في ائتلاف القائمة العراقية. وكان العيساوي قال إن ما وصفها ب”قوة مليشياوية” دهمت وزارة المالية ومنزله داخل المنطقة الخضراء في بغداد واعتقلت جميع أفراد حمايته، وهاجم رئيس الوزراء نوري المالكي واتهمه بأنه لا يحترم الشراكة والدستور. كما طالبه بالاستقالة، ودعا مجلس النواب لتفعيل حجب الثقة عن الحكومة التي ”لا تحترم سيادتها” بحسب قوله. وكانت مظاهرات شهدتها مدينة الفلوجة الأحد الماضي رددت شعارات تطالب بإسقاط حكومة المالكي، كما شهدت المظاهرة للمرة الأولى رفع علم إقليم كردستان والمطالبة بتحالف عربي كردي ”لمواجهة التحديات”.