أفادت مصادر أمنية وطبية محلية متطابقة ل”الفجر” أنه تم نقل 100 شخص دون مأوى من الجنسين ومن مختلف الأعمار، من بينهم 16 طفلاً تتراوح أعمارهم بين سنتين و 12 سنة، من شوارع عدد مدن وبلديات الولاية إلى دارالمسنين والعجزة والمرافق المخصصة لإيواء هؤلاء الأشخاص. تم انتشال 100 شخص من الموت بردا في ولاية أم البواقي وبعض المناطق الأخرى كعين مليلة، عين البيضاء، عين فكرون، مسكيانة، الضلعة وسيقوس، وذلك منذ بداية شهر ديسمبر الفارط. كما تم إيواء عشرات العائلات من بلديات واد نيني، عين الديس، أولاد زواي،الحرملية، الزرق، الجازية، الرحية، بئر الشهداء، بريش وعين ببوش.. تأثرت مساكنهم بموجة البرد الشديد الذي اجتاح المنطقة مؤخرًا، حسبما كشف عنه مصدر مسؤول بمديرية النشاط الاجتماعي لولاية أم البواقي ل”الفجر”. وتقوم ذات المصالح بالتنسيق مع كل من مديرية الصحة والسكان والحماية المدنية والأمن الوطني والهلال الأحمر الجزائري، منذ بداية موجة البرد والصقيع، بخرجات ميدانية خلال الفترة الليلية لإجلاء أشخاص دون مأوى على مستوى أكبر التجمعات السكانية بالولاية نحو مرافق تابعة لقطاع النشاط الاجتماعي، وذلك لحمايتهم من قساوة برد الشتاء، حيث بلغت درجة الحرارة خلال الليل 10 دون الصفر خلال الأيام القليلة الماضية. مسؤول بمديرية النشاط الاجتماعي لولاية أم البواقي، صرح ل”الفجر”، “أن هذه الالتفاتة الإنسانية للمتشردين ولأولئك الذين دون مأوى في ظل هذه الظروف المناخية القاسية والأجواء الباردة جدًا، جاءت لتؤكد أن الجزائريين إخوة وأن هناك من ليس له لقمة ساخنة وبيت دافئ يضمه ويقيه قر الشتاء، لهذا باشرنا منذ بداية موجة البرد والصقيع هذه خرجات ميدانية يوميًا خلال الليل لإجلاء هؤلاء المتشردين ودون مأوى وإعادة إدماجهم في عائلاتهم أونقلهم إلى دور الرحمة”. وأوضحت مصالح النشاط الاجتماعي ل”الفجر” أن هذه العملية التضامنية التي تندرج ضمن عملية تؤطرها وزارة التضامن الوطني والأسرة، تهدف إلى توفير التغذية اللازمة والألبسة النظيفة والإيواء لهذه الفئة المحرومة. وأضاف المصدر أن هذه العملية لا تقتصر على الإطعام والإيواء فحسب بل تتعداها إلى محاولة إعادتهم إلى أسرهم، مشيرًا إلى أن الأشخاص دون مأوى الذين تم التكفل بهم إلى حد الآن من بينهم 10 نساء و15 رجلا يعانون من أمراض عقلية وآخرون من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما تم تسجيل 4 فتيات دون ال18 سنة ثبت أنهن حملن بعد تعرضهن إلى عملية اغتصاب من طرف بعض “الوحوش” البشرية، منهن فتاتين على وشك الولادة تم نقلهما على جناح السرعة إلى عيادة الأم والطفل سليمان عميرات بمدينة أم البواقي. وفي ذات السياق قامت مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية أم البواقي بتخصيص 80 سريرا بالمؤسسات التابعة للقطاع تحسبًا لأي طارئ قد ينجم عن الظروف المناخية الصعبة التي تعيشها الولاية منذ مدة. ووصلت - حسب ذات المصدر- إلى ولاية أم البواقي مساعدات معتبرة من وزارة التضامن الوطني والأسرة تضم 250 غطاء و300 حصة غذائية تزن قرابة 240 كلغ، حيث تكفي كل حصة منها عائلة متكونة من 10 أفراد لمدة شهرين موجهة إلى سكان البلديات النائية والمعزولة.