كشف السيد الحاج بوشوشة مدير مديرية النشاط الاجتماعي بالشلف، أنه تم بالتنسيق مع اللجنة الولائية للتكفل بالمتشردين من تكثيف نشاطها خلال هذه الأيام عبر مختلف المدن الرئيسية على مستوى سائر شوارع وزوايا عاصمة الولاية المظلمة، حيث تم التكفل و إسعاف الأشخاص بدون مأوى ونقلهم إلى مركز لإيواء بمقر الهلال الأحمر الجزائري بالشلف، تحسبا لموجة البرد القارس التي تجتاح البلاد هذه الأيام، التي نزلت إلى 2 درجة بالمناطق الداخلية من الوطن، بحلول فصل الشتاء وموجة البرد، وحسب ذات المتحدث، يتم يوميا تقديم مأكولات ساخنة لهؤلاء، إلى جانب أغطية وبعض الألبسة التي توزع على الأطفال. وقال نفس المصدر، إن العمل الإنساني يبقى متواصلا من أجل تقديم يد العون لكل مرة للمحتاجين، لاسيما في فصل الشتاء، حيث يحتاج هؤلاء إلى رعاية أكبر. ويوزع الهلال الأحمر هذه الوجبات الساخنة، وكذا الألبسة والأغطية على كل المحتاجين دون استثناء. وتتواصل هذه الحملة إلى غاية نهاية شهر مارس أو أفريل، وهذا طبعا حسب الإمكانيات المتوفرة، وعادة ما توزع هذه الوجبات أيضا على الأشخاص في بعض المطاعم الخاصة، التي يعدها الهلال الأحمر والتي اعتاد المتشردون على الذهاب إليها في فصل الشتاء، أين تقدم وجبات ساخنة بعين المكان أو تمنح لآخرين، وتكثر مثل هذه العمليات التضامنية في فصل الشتاء وهذا في كل ولايات الوطن. وتحاول وزارة التضامن الوطني والأسرة تفادي تسجيل حالات وفيات بسبب البرد القارس في فئة المتشردين، حيث تسعى في الوقت نفسه، لنقل الأشخاص بدون مأوى إلى المركز ذاته• وقد وجد بعض الأعوان صعوبات في إقناع عدد من المتشردين بنقلهم إلى المركز من أجل قضاء فصل الشتاء فيه، وفضّل الكثير منهم عبر أحياء وسط المدينة في افتراش ''الكرتون'' ويتغطون ببعض الأفرشة التي يتصدق بها عليهم بعض المحسنين، في ظل غياب التكفل الجيد بهذه الفئة وحرمانهم من وجبات الحساء التي كانت تقدم لهم في السابق،• و في سياق اخر، تتوقع مصالح الأرصاد الجوية بان تشهد الشلف موجة برد كبيرة، خلال هذا الفصل، بسبب قدوم تيارات من جنوب غرب أوروبا، وهي موجة البرد التي أحدثت هلعا كبيرا لدى عدد من الدول الأوروبية. وحسب ذات المصدر، فقد تم إسعاف 13 شخص متشرد من بينهم عشرة نساء وثلاثة رجال، من ضمن هؤلاء تم تحويل 3 منهم مختلين عقليا إلى المصحة المتخصصة بالأمراض العقلية بمستشفى البليدة، فهناك العشرات من المتشردين خلال العام الجاري، أغلبهم من خارج الولاية، معظمهم يعانون من اضطرابات نفسية تصعب التواصل معهم، وهي المهمة التي يقوم بها مختصون نفسانيون قصد جمع أكبر عدد من المعلومات عن المتشردين والتنسيق مع المصالح المختصة في ولاياتهم الأصلية لمعرفة إن كانوا محل بحث من طرف ذويهم أم لا. وفي ذات السياق، يضيف مصدرنا أن من المتشردين من يتمتع بكامل قواه العقلية ولا تتمثل مشكلته سوى في أنه عديم المأوى بالفعل، وأن منهم من يقصد الولاية بغرض التسول ويبيت في الشارع ليلا، وأكد أن الإجراءات المتبعة في التعامل معهم تأخذ بعين الإعتبار ظروف المتشرد ومشاكله.كما أن المتجول بشوارع الشلف يلاحظ تزايد أعداد المختلين عقليا خلال الفترة الماضية، وارتفاع نسبتهم بوتيرة مقلقة، خصوصا منهم من يصدر تصرفات عدوانية تجاه المارة، أو يطلق كلاما بذيئا، ما جعل المواطنين يناشدون بإيجاد الحل الكفيل بعلاج هذه الفئة عوض تركها في الشارع.