"هيومن رايتس" تتهم القوات النظامية باستعمال القنابل العنقودية حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية من تواصل الحرب الدامية في الأراضي السورية، في حال التمسك بشرط رحيل الرئيس بشار الأسد، مؤكدا على عدم جدوى هذا الخيار، فيما اتهمت منظمة ”هيومن رايتس” القوات النظامية باستعمال القنابل العنقودية المحظورة دوليا، في آخر تصعيد ميداني لها. صعدت روسيا موقفها الأحد بمواجهة القوى الرافضة لمشاركة الرئيس بشار الأسد في أي عملية سياسية محتملة في سوريا، واعتبرت أن هذا الشرط المسبق الذي ”يستحيل تنفيذه” أصلا حسب رأيها، لن يؤدي سوى الى وقوع المزيد من الضحايا، محملة الذين يؤيدون هذا الخيار مسؤولية ذلك. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن لافروف قوله في ختام لقاء له مع نظيره الأوكراني، ليونيد كوجارا، في موسكو، أن شركاءنا مقتنعون بأنه لا بد أولا من استبعاد بشار الأسد عن العملية السياسية. إنه شرط مسبق غير وارد في بيان جنيف الذي أقرته الدول الكبرى في جوان، كما أنه يستحيل تنفيذه لأنه ليس بيد احد ذلك، مضيفا أنه في حال الإصرار على استبعاد الرئيس السوري كشرط مسبق، فإن الثمن عندها سيكون أيضا المزيد والمزيد من الضحايا، وعلى الذين يؤيدون هذا الموقف تحمل مسؤولية ذلك”، معتبرا أن الشروط المسبقة تجعل من ”المستحيل البدء في حوار”. وفي نفس الموضوع، اتهمت منظمة ”هيومن رايتس ووتش” في بيان أمس الاثنين القوات النظامية السورية باستخدام نوع جديد من القنابل العنقودية يتميز ب”العشوائية وعدم التمييز”، في هجومين شنتهما في وقت سابق بشمال غرب البلاد ووسطها، ودعت دمشق لوقف فوري لاستخدام هذا السلاح المحظور دوليا. وقال مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في المنظمة ستيف غوس، بحسب بيان المنظمة الحقوقية، إن سوريا تقوم بتصعيد وتوسيع استخدامها للذخائر العنقودية، وإنها تلجأ الآن إلى نوع يشتهر بالعشوائية وعدم التمييز ويمثل تهديدا خطيرا للتجمعات السكنية المدنية. وأشار البيان إلى أن هذه الذخائر العنقودية ”تم تصنيعها في مصر”، ولكنه أوضح أنه لا توجد معلومات متاحة عن كيفية أو توقيت حصول سوريا على هذه الذخائر العنقودية. وأوضحت ”هيومن رايتس” أن ثمة أدلة تشير إلى استخدام القوات السورية لقاذفات الصواريخ من طراز ”بي إم 21 غراد” متعددة الفوهات لإطلاق القذائف العنقودية في هجمات بالقرب من إدلب (شمال غرب) في ديسمبر 2012، وفي بلدة اللطامنة شمال غرب حماة (وسط)، في الثالث من جانفي 2013. وأضافت أن الهجمات هي الأولى التي يتم رصدها لاستخدام القوات السورية للذخائر العنقودية أرضية الإطلاق. واستندت ”هيومن رايتس” إلى مقابلات مع شهود وأشرطة مصورة بثها ناشطون على شبكة الإنترنت وصور فوتوغرافية التقطها صحافيون، لتخلص إلى أن القوات النظامية السورية استخدمت قاذفات تطلق صواريخ تحمل ذخائر تعرف باسم الذخائر التقليدية المحسنة مزدوجة الاستخدام. وطالبت المنظمة الحكومة السورية بوقف فوري لاستخدام الذخائر العنقودية، التي قامت 111 دولة بفرض حظر شامل عليها من خلال معاهدة دولية لم توقعها دمشق. وكانت ”هيومن رايتس ووتش” طالبت سوريا في 27 نوفمبر الماضي بالتوقف الفوري عن استخدام القنابل العنقودية التي تلقى من الجو، في الأزمة المستمرة منذ نحو 22 شهرا، وأدت إلى مقتل أكثر من 60 ألف شخص، بحسب أرقام الأممالمتحدة.