دقت العديد من الجمعيات والجهات الناشطة بمجال البيئة ببلدية عين البية، الواقعة على بعد 35 كيلومترا شرق وهران، ناقوس الخطر بسبب ارتفاع عدد المصابين بمرض السرطان الخبيث من سكان الشاليهات الذين يفوق عددهم 2000 عائلة بكل من حي السلام “فينكس” مرورا بالقرى رقم 5 و 7 و 4 والقرية الألمانية، والتي انتهت صلاحيتها ومدتها المحددة علميا لإيواء البشر والمقدرة ب 20 سنة. وأكد السكان ل”الفجر” أن العديد من السكان وافتهم المنية بعد إصابتهم بالسرطان بسبب مادة “الأميونت” و”الفونت” السامتين اللتين تحتويان عليهما المواد المصنعة منها الشاليهات الخشبية، والتي امتلأت بالرطوبة وتآكل معظمها ولم تعد تجدي معها الترقيعات. وأوضح عدد من السكان الغاضبين جلهم من العمال المتقاعدين من مؤسسة سوناطراك أنهم راسلوا الهيئات المنوطة بالمتابعة من بينها نشاط المصب، أين عرضوا المعضلة الكبيرة التي يواجهونها مرارا وتكرارا، لكن لا حياة لمن تنادي فحسبهم، فإن المؤسسة تخلت عنهم وكذلك القائمون على بلدية عين البيه الذين يعتبرون القرى الصناعية المذكورة وسكانها خارج اهتماماتهم، نظرا لغياب أدنى مقومات الحياة الضرورية وتطليق مظاهر التنمية لمنطقتهم التي توجد فيها الطرقات في وضعية مزرية ومتآكلة بفعل عدم تزفيتها منذ عشرات السنين، رغم أن المنطقة تعد أغنى منطقة بترولية بالجزائر وترصد لها أكبر الميزانيات على المستوى الوطني. واشتكى السكان من تماطل البلدية في الإسراع في تهيئة وإكمال أشغال الطريق الجانبي المؤدي إلى المدخل الرئيسي للقرية رقم 5 والذي يمر لغاية دوار”القلال”. ولم تقف معاناة السكان الذين أشاروا أن الكثيرين يحسدونهم على أنهم يعملون بأكبر مؤسسة بترولية بالجزائر وبإفريقيا، لكن حالهم ليس أحسن من البقية نظرا لمشكلة تسربات المياه ولجوئهم إلى اقتناء المياه الحلوة من الباعة، لاسيما قاطني عمارات حي “لاكامال” المحاذي للقرية رقم 5 والتابعة إداريا لبلدية عين البية ناهيك عن عدم توفير المساحات الخضراء للعب أولادهم فيها وغياب شبه كلي لمقاهي الأنترنت، إضافة لمشكل الانقطاعات المتكررة لتيار الكهربائي و طالب المتضررون من الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك بالتدخل لترحيلهم أوإيجاد آلية تحول دون تعرضهم للأمراض الفتاكة والخطيرة في مقدمتها السرطان الذي أصيب بع الكثيرون، نظرا لتفاعل مادة الأميونت المسرطنة ومادة الفونت التي تتكون منها أنابيب المياه، كون الشاليهات بعضها تفوق مدة نصبها بالمكان الى 30 سنة أيام تواجد العمالة الأمريكية والألمانية بمركب “جي بي ان زاد” المعروف ب“لكامال”، أحد أقدم مصانع تمييع الغاز الطبيعي واليوريا عالية الجودة.