غلقت، أمس، 85 بالمائة من الثانويات أبوابها في وجه التلاميذ، بعدما نفذ المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”الموسع”، إضرابه الذي دام ليوم واحد، وامتنع بذلك ما يزيد عن 80 ألف أستاذ عن تقديم الدروس، في كل من الثانويات وحتى بالابتدائيات والمتوسطات التي دخلت في الإضراب في عدة ولايات، للوقوف في صف واحد ضد تماطل وزارة التربية والحكومة معا على تلبية انشغالاتهم، التي تتصدرها ثلاثة ملفات أساسية هي منح الجنوب، طب العمل والسكن. أكد المكلف بالإعلام على مستوى ”الكناباست”، بوديبة مسعود في تصريح ل”الفجر”، أن الإضراب الذي حدد لتاريخ 16 جانفي قد تم تنفيذه في كل ولايات الوطن، وهو قابل للتصعيد خلال الأيام المقبلة في حالة عدم تدخل وزارة التربية لدى الحكومة لتلبية لائحة مطالبهم التي ترفض الوصاية النظر فيها، بحجة أنها خارجة عن نطاقها، مشيرا إلى جمعيات عامة نظمت، أمس، وخلال الإضراب على مستوى الثانويات، حيث تحضر لعقد مجلس وطني لاتخاذ الحركات الاحتجاجية المقبلة. وأوضح بوديبة، أن أول حركة احتجاجية يتبناها ”الكناباست” في السنة الدراسية الحالية عرفت مشاركة قوية والتي تظهرها النسبة المئوية العالية المحققة ، والتي تجاوزت 85 بالمائة وطنيا، مؤكدا أن النسب الولائية كانت متقاربة من ولاية إلى ولاية حيث على مستوى الجزائر العاصمة شل، أمس، المجلس كل الثانويات الواقعة بغرب العاصمة بنسبة بلغت 92 بالمائة، فيما تلتها الجزائر شرق 75 بالمائة، والجزائر وسط 65 بالمائة. أما في الولايات الأخرى، فكانت 93 بالمائة بباتنة، 88 بالمائة بخنشلة، بالنعامة 65 بالمائة، إليزي 60 بالمائة، البويرة 81 بالمائة، وتسمسيلت 88 بالمائة، عين تيموشنت 95 بالمائة، معسكر 60 بالمائة وغيرها، والمفاجأة أن إضراب ”الكناباست” لم يمس فقط الثانويات بل طال حتى المتوسطات والابتدائية وفق التقارير التي تسلمها ”الكناباست”، حيث قاطع أساتذة ومعلمي هاذين الطورين التدريس في كبريات الولايات، على غرار وهران، البليدة وبجاية، وهو ما علق عنه محدثنا بأنه إعلان رسمي عن التحاقهم ب ”الكناباست”، موضحا أن عددا هائلا منهم قد راسلوهم من أجل الانضمام إلى نقابتهم. وأكد المتحدث، أن الإضراب لم يخل من ”التجاوزات”، مشيرا إلى تهديدات مورست على أساتذة ومعلمي الابتدائيات والمتوسطات، بعدما دخلوا في الإضراب، وحاولت الإدارات تخويفهم بحجة عدم شرعية الحركة الاحتجاجية، وهو ما استنكره المتحدث، وقال إن الإضراب حق دستوري وحق شرعي للموظف، وهو ما يعلمه الأستاذ جيدا بدليل عدم استسلامهم للتهديدات، وشاركوا بقوة في احتجاج أمس. وحذّر بوديبة الوزارة من مغبة عدم النظر في مطالبهم، ودعها إلى التدخل فورا لدى الحكومة، من أجل تفادي اضطرابات أخرى في القطاع تهدد مستقبل السنة الدراسية، بعد أن أكد أنهم أعطوا الوزارة الوصية الوقت الكافي، وتم ”منحها أكثر من فرصة لتلبية انشغالاتهم وهو ما لم تف به الوزارة”.