تسببت تصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال بشأن تورط 11 تونسيا في العملية الإرهابية التي استهدفت قاعدة الحياة بعين أمناس في نشوب مشاداة كلامية بين الجزائريين والتونسيين المتنقلين إلى روستنبورغ أمس لحضور فعاليات أول لقاء للمنتخب الوطني في منافسة كأس إفريقيا للأمم., نشبت حرب كلامية في اللقاء الأول للمنتخب الوطني الجزائري ضد الفريق التونسي بين الأنصار الجزائريين ونظرائهم “التوانسة” قبل وخلال المباراة التي جمعتهم أمس بملعب روتسونبورغ، والتي شهدت تواجد أزيد من 1000 جزائري متفوقين بذلك على نظرائهم في العدد والشعارات، كما تلقى الأنصار تعليمات بالتزام الهدوء والروح الرياضية وعدم الرضوخ إلى أية استفزازات مهما كان مصدرها لتمثيل الجزائر بأحسن شكل. وانتقلت تداعيات حادثة تيڤنتورين إلى جنوب إفريقيا أيضا حيث لم تبق هذه الأخيرة حكرا على الجزائريين، بل حتى سكان جنوب إفريقيا كانوا يتساءلون عن طبيعة العملية ووضع الجزائر بعد حرب مالي، مبدين أسفهم على إقحامها في مشاكل أمنية في كل مرة بسبب الاضطرابات التي تشهدها منطقة الساحل، مؤكدين أن الجزائر شهدت نموا اقتصاديا لم يسبق له مثيل وتعيش في السلم منذ عشر سنوات كما تعرف ازدهارا في الاستثمارات وإقبالا كبيرا من طرف الأجانب. وتابع سكان جنوب إفريقيا من بينهم عمال فندق “سونتوريوم” بالعاصمة بريتوريا الندوة الصحفية التي نشطها أول أمس الوزير الأول عبد المالك سلال في شاشة ضخمة ببهو الفندق على قناة “السي أن أن”، لمعرفة مستجدات القضية ومن وراءها، لاسيما بعد انتشار أنباء عن وجود قتيل جنوب إفريقي ضمن قائمة الضحايا. كما شكلت ندوة سلال الحدث الدولي في صحف جنوب إفريقيا التي تابعت تصريحات الوزير الأول الجزائري ونقلتها بإسهاب. من جانبهم، ظهر المناصرون الجزائرون بروح وطنية عالية سواء من حيث رفع الرايات الوطنية وارتداء الألوان الخضراء والحمراء والبيضاء أو من خلال الدفاع عن البلد، مثمنين مجهودات الجيش الوطني الشعبي الذي لم يشرك الأجانب خلال عملية تحرير الرهائن، وهي العبارة التي رد بها الجزائريون على استفسارات الأفارقة في مقدمتهم الماليون والتونسيون، مؤكدين أن الحكومة الجزائرية وخلافا للعديد من الدول الأخرى لم تسمح بتدخل الأجانب في شؤونها الداخلية. وسارع الجزائريون إلى رفع الرايات الوطنية على شرفات أفخم الفنادق، حيث تفاجأ سكان العاصمة بريتوريا الذين استيقظوا صباح أمس على منظر الرايات الجزائرية التي كانت ترفرف في كافة الشرفات التي نزل بها الأنصار، كما قامت موبيليس بتنصيب رايتين عملاقتين في فندقين ضخمين من 4 نجوم، على غرار تلك المتواجدة بمقر المديرية العامة للمتعامل العمومي للهاتف النقال بباب الزوار بمناسبة الخمسينية، كما وزعت أعلاما وطنية وألبسة رياضية على كامل المناصرين. ولم تبق هذه الأجواء الحماسية حكرا على الجزائريين فقط، وإنما انتقلت أيضا لأبناء مانديلا الذين وجدوا أنفسهم يرددون الشعارات الشهيرة “وان تو ثري فيفا لالجيري” ويناصرون الخضر الذين قالوا أنهم يعرفون الكثير عنهم. هذا وقد اتصل الرئيس المدير العام لموبيليس، ساعد داما، صباح أمس، بمسؤوليه المتواجدين في جنوب إفريقيا للاطمئنان على صحة المناصرين ووضعهم، وأعطى تعليمات صارمة لمسؤوليه يحثهم من خلالها على تغطية ملعب روايال بافوكينغ الذي شهد أول مقابلة للفريق الجزائري بالألوان الوطنية والتحلي بروح المسؤولية وتمثيل الجزائر أحسن تمثيل.