يصل أكثر من ألفي مشجع جزائري مساء اليوم إلى مدينة كاب تاون قادمين من مدينة بريتوريا التي غادروها صبيحة أمس، وهذا لمساندة الخضر في لقاء الجمعة أمام إنجلترا.الجمهور الجزائري سيقطع مسافة 1460 كلم الفاصلة بين المدينتين مستقلين أكثر من عشرين حافلة، في الوقت الذي تنقلت بعثة وزارة الشباب والرياضة بالطائرة للوصول قبل الجميع ودون عناء أنصار الخضر قضوا ليلة أمس بأحد مقرات الإقامة الجامعية بمدينة بلومفونتان، وواصلوا رحلتهم صباح اليوم إلى مدينة كاب تاون حيث سيقيمون بالفندق بكاب تاون، على أن يغادروها عائدين باتجاه بريتوريا بداية من يوم السبت. وهذا الأمر يخص المشجعين الذين تنقلوا مع الديوان الوطني للسياحة. تلقى أنصار المنتخب الوطني نكسة جديدة أول أمس فبعد مرارة الهزيمة أمام سلوفينيا لم يجدوا عند مغادرتهم للملعب الحافلات التي تنقلهم من بريتوريا إلى بولوكوان في المكان المتفق عليه، وعملية البحث عنها جعلت العديد من الأنصار يتيهون في شوارع بولوكوان نظرا للغياب التام للمشرفين على رحلة نقل الأنصار والمتمثلين في الديوان الوطني للسياحة، ما حتم على الكثير منهم العودة على حسابهم الخاص رغم أنهم قد دفعوا للهيئة المذكورة الثمن مسبقا. من المسؤول على هذه المهزلة؟ احتج الأنصار كثيرا على ممثلي الديوان وطالبوهم بتحمل مسؤولياتهم تجاههم، وذكّروهم بأن أنصار المنتخبات الأخرى مؤطرون بشكل جيد ماعدا هم، حيث جرت رحلة أول أمس في فوضى عارمة خصوصا عند الإياب، وهو ما دفع الوزير الهاشمي جيار لزيارة الأنصار في مقر إقامتهم والاستماع لانشغالاتهم وطمأنتهم بكون الأخطاء المرتكبة في الرحلة الأولى لن تتكرر والأوضاع ستكون أحسن في الرحلة المقررة اليوم من بريتوريا إلى كيب تاون والتي تبعد بحوالي 1460 كلم، وهو ما يبقي التساؤلات مطروحة بشأن نجاح ممثلي الديوان الوطني للسياحة في الوفاء بوعودهم تجاه من دفع لهم مبالغ باهظة للتكفل بهم أم أن الرداءة ستستمر؟ جمهور كبير لكن بتنظيم عشوائي صنع أنصار المنتخب الوطني الحدث بجنوب إفريقيا، لأن رحلتهم من مقر إقامتهم ببريتوريا نحو مكان إجراء اللقاء ببولوكوان كانت مميزة، ومكنتهم من خطف الأضواء، كون الطريقة التي اعتمدها الجزائريون في تشجيع الخضر جعلت أنصار باقي المنتخبات يسارعون إلى الانضمام إلى القافلة الجزائرية التي كانت متجهة إلى ملعب بيتر موكابا، بمن فيهم أنصار منتخب سلوفينيا الذين لم يترددوا في حمل العلم الجزائري وحتى ترديد عبارات ”وان، تو، ثري فيفا لالجيري”. تضامن أفرو عربي مطلق الصور الرائعة التي صنعها الجزائريون ساهمت في الظفر بدعم المئات من المناصرين الآخرين، خاصة الجنوب إفريقيين الذين انبهروا لما صنعه مناصرون يحملون الرايات الجزائرية، لأن الحافلة التي كانوا على متنها كانت تقود ترسانة أخرى من ”حشود” الجزائريين، الذين كسروا كل الحواجز وظلوا يرددون أغاني وشعارات يشجعون بها الشيخ سعدان وأشباله، فما كان على المئات من الجنوب إفريقيين سوى التحول إلى مشجعين جزائريين فوق العادة، بدليل أن التسابق على الانضمام إلى ركب أنصار ”الخضر” كان كبيرا، عند التوقف لنحو 5 دقائق بضاحية ميكيرو سيلين، حيث التحق أزيد من 70 مناصرا من جنوب إفريقيا بالمكان الذي توقفت فيه الحافلة، فما كان من الأفارقة سوى حمل العلم الجزائري مع أبواق الفوفوزيلا وقد وشهدنا بالملعب تضامنا عربيا من تونسيين، مغاربة، لبنانيين.. وحتى مصريين.