يبقى لأنصار "الخضر" طريقتهم الخاصة في تشجيع منتخب بلادهم، فهم في كل مكان مُتعلقون بشكل كبير بالمنتخب الوطني، وهو ما برهنوا عليه يوم أمس بمناسبة المواجهة أمام المنتخب التونسي في روستنبورغ.. حيث كانوا حاضرين بشكل معتبر وصنعوا أجواء مميزة للغاية في ملعب "روايال بافوكينغ ستاديوم"، وساندوا المنتخب الوطني طوال أجواء اللقاء، إذ حاولوا الدفع بقوة برفقاء سليماني من أجل العودة في النتيجة. 2500 مناصر حضروا اللقاء أنصار "الخضر" فاجؤوا الكثير بتواجدهم بكثرة هناك في جنوب إفريقيا، رغم بعد المسافة من الجزائر إلى آخر بلد في القارة السمراء، حيث تبعد جنوب إفريقيا بآلاف الكيلومترات عن الجزائر، ورغم هذا لا يُضيّع الجزائريون أي فرصة لأجل تشجيع منتخب بلادهم، وفعلا تجدهم في كل مكان. حيث شهد ملعب روايال بافوكينغ حضور حوالي 2500 مناصر جزائري زيّنوا الملعب بالألوان الوطنية، ويعتبر هذا العدد معتبرا بالنسبة إلى بلد يوجد في أقصى شمال القارة. فضّلوا الجلوس في المدرجات المقابلة للمنصة الشرفية وتجمّع أنصار "الخضر" تقريبا في منطقة واحدة وفضّلوا الجلوس في المدرجات المقابلة للمنصة الشرفية، حيث شكّلوا تجمعا قويا أظهر تلاحم الجزائريين في وقت الشدة وفي وقت الحاجة. وجلس أنصار "الخضر" في المدرجات العليا، وهذا حتى يتمكنوا من متابعة اللقاء في أحسن الظروف، خاصة أن الجهة العلوية تظهر منها أرضية الميدان مثلما يجب. "الفاف" خصّصت حافلات لأجل نقل الأنصار من "جوهنسبورغ" و"بريتوريا" وقد بدأ توافد مناصري المنتخب الوطني منذ منتصف نهار أمس على الملعب، رغم أن معظمهم جاء من بعيد، أي من جوهنسبورغ وبريتوريا، لكن "الفاف" سهلت الأمور على الأنصار بعد أن قامت بكراء حافلات لأجل نقلهم من هاتين المدينتين وجلبهم إلى روستنبورغ. فالمشكل هو أن أنصار "الخضر" لا يقيمون في رستنبورغ، بل معظم وكالات السفر حجزت للأنصار في جوهنسبورغ عاصمة جنوب إفريقيا وكذلك بريتوريا، ولحسن حظ الأنصار أن "الفاف" خلّصتهم من مشكل التنقل إلى الملعب، وكذلك إعادتهم بعدها إلى أماكن إقامتهم. الفوفوزيلا "دارت حالا" والجزائريون تعوّدوا عليها وتعوّد الجزائريون الذين كانوا تنقلوا في وقت سابق إلى جنوب إفريقيا سنة 2010، حين ساندوا "الخضر" في كأس العالم، على الأجواء في بلاد نيلسون مونديلا، وتعوّدوا على أهم شيء هناك وهو "الفوفوزيلا"، التي أصبح يتقن أنصار "الخضر" إستعمالها، حيث لم يُفوّت الأنصار الفرصة واشترى معظمهم "فوفوزيلا" صنع بها أجواء رائعة في المدرجات. رايات وطنية عملاقة زيّنت المدرّجات ولم يتنقل الجزائريون بأياد فارغة ولم يتحمّلوا مشقة الرحلة والسفر إلى بلاد نيلسون مونديلا فقط من أجل مشاهدة لقاءات "الخضر"، بل تنقلوا لأجل المناصرة والتشجيع، وأهم شيء كان تدعيم رفقاء قادير وتحسيسهم أنهم مساندون بقوة. وعلق أنصار "الخضر" 3 رايات عملاقة للعلم الوطني الجزائري في المدرجات، حيث من يدخل الملعب تكون أول ما يلفت الإنتباه الرايات العملاقة التي كانت جميلة للغاية وحملت دعما كبيرا للاعبين. الرايات علّقت في مواجهة كوت ديفوار- طوغو والكثير من أنصار المنتخب الجزائري وصلوا إلى ملعب "روايال بافوكينغ" في وقت مبكّر، حتى قبل إنطلاق مباراة الطوغو أمام كوت ديفوار، وقد إستغلوا الفرصة من أجل تعليق رايات المنتخب الجزائري التي زيّنت معظم أرجاء الملعب. حيث إندهش الجميع خلال مواجهة الطوغو وكوت ديفوار بتواجد عدد كبير من الأنصار الجزائريين. رايات الأندية الجزائرية حاضرة بقوّة ويملك الجزائريين تقاليد خاصة في مناصرة المنتخب الوطني، ويعرف الجميع أن الكل يتحد عندما يتعلق الأمر بمواجهة لأشبال "حليلوزيتش"، وكل شيء يتغيّر حين يتعلق بتمثيل الألوان الوطنية، وهو ما كان واضحا من خلال حضور رايات كل الأندية الجزائرية المعروفة، حيث حاول الجميع إثبات وجودهم في جوهنسبورغ للوقوف مع رفاق فغولي، وكانت رايات مولودية الجزائر، شباب بلوزداد، نصر حسين داي، إتحاد الحارش، شبيبة القبائل والعديد من الأندية معلقة في المدرجات، وحتى راية شبيبة السّاورة كانت حاضرة. حوالي 60 تونسيا حاضرون وتلقوا المساندة من المصريين والسعوديين وبالمقابل، كان هناك بعض أنصار المنتخب التونسي حاضرين في الملعب، لكنهم تاهوا في المدرجات، حيث لم يظهروا كثيرا، خاصة أن عدد الجزائريين كان كبيرا ولم يتوقفوا على الأهازيج طوال المواجهة. وإستفاد التوانسة من تعاطف بعض الجنوب إفريقيين فوق المدرجات، وبعض أعضاء الجالية العربية، على غرار المصريين والسعوديين. مبولحي، دوخة وسيدريك ألهبوا المدرجات كان الأنصار في ملعب روايال بافوكينغ ينتظرون بشغف موعد المواجهة، حيث تابعوا مواجهة كوت ديفوار أمام الطوغو على الأعصاب، وفي إنتظار ساعة الحسم، لكن بمجرد أن دخل اللاعبون أرضية الميدان تحرّر الأنصار. وأول من دخل أرضية الميدان كان الحراس: المرمى، مبولحي، دوخة وسيدريك، وقد ألهبوا المدرجات بمجرّد دخولهم، حيث إنطلق الأنصار بالأهازيج دون توقف. ... وحيّوا الأنصار قبل التسخين وبمجرد أن شاهد الحراس الثلاثة الأنصار يتفاعلون مع دخولهم، لم يتمكنوا من تجاوز الأمر، بل توجهوا مباشرة ناحية الأنصار الجالسين في المدرجات المقابلة للمنصة الشرفية وحيّوهم، وهو ما أسعد الأنصار كثيرا، حيث فهموا أن اللاعبين يعرفون قيمة تنقلهم إلى أقصى جنوب القارة من أجل تشجيعهم.