أعلن القيادي العسكري في حركة أنصار الدين والعقيد السابق في الجيش المالي كامو آغ مينلي، مع رتل من العسكريين طلاقه مع أنصار الدين والانضمام للحركة الوطنية لتحرير أزواد، في ثاني انشقاق داخل الحركة في ظرف ساعات معدودات، ما يعكس حجم التوتر واختلاف الرؤى داخل الحركة التي يبجلها تياران أحدهما تطرف يبحث عن موقع بجانب القاعدة وآخر معتدل تحكمه انتماءاته العرقية كشعب أزوادي يناضل لتحقيق مطالبه. تعيش حركة أنصار الدين إحدى الجماعات المسلحة الثلاث، التي تسيطر على شمال مالي وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية، نزيفا كبيرا الأسابيع الأخيرة أسفر منذ يومين على ميلاد حركة الأزواد الإسلامية التي يقودها الجناح الذي يؤمن بالتفاوض لتسوية الأزمة في مالي يقوده كبير مفاوضي الحركة العباس آغ انتالا، ليقرر مساء أمس الأول، مجموعة من الجناح العسكري في حركة إياد آغ غالي الالتحاق بتنظيم الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي تكبدت مؤخرا خسائر فادحة على يد حركة الجهاد والتوحيد الإرهابية مدعومة بما يسمى بتنظيم قاعدة المغرب كما حدث في مدينة مانيكا. وقالت مصادر من شمال مالي، إن ”العقيد السابق في شمال مالي يتمركز في مدينة ليره، 70 كلم من مدينة فصاله الموريتانية، ومعه 20 سيارة مجهزة بالأسلحة الثقيلة وطاقم كبير من المقاتلين”. وكانت مدينة ليره من آخر المدن في شمال مالي التي غادرتها الحركة الوطنية لتحرير أزواد بعد أن قررت أنصار الدين بسط السيطرة عليها. يذكر أن الجزائر كانت تراهن على حركة أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير الأزواد لتجسيد مقاربة الحل السلمي للأزمة المالية، كما كانت تؤكد دوما على ضرورة التفريق بين الجماعات الإرهابية والجماعات غير الإرهابية في المنطقة، في إشارة إلى ”مانيلا” وأنصار الدين، وتبنت الجزائر عدة جلسات حوار بين الحركتين الأخيرتين والسلطة المركزية في باماكو غير أن متشددين داخل أنصار الدين تنصلوا من هذه الاتفاقيات وفضلوا لغة السلاح، رافضين التقارب مع مانيلا التي تربطهم بها وحدة العرق بسبب اختلاف الرؤى حول تطبيق الشريعة من عدمه كون الحركة الوطنية لتحرير أزواد علمانية.