لوح الرئيس المصري محمد مرسي على لسان مجلس الدفاع الوطني، بإعلان حالة الطوارئ أو حظر التجول في المناطق التي شهدت أعمال العنف مؤخرا، فيما أكدت جبهة الإنقاذ عزمها على مواصلة التظاهر والاحتجاج إلى غاية الاستجابة لمطالبها، محملة الرئيس مسؤولية العنف الحاصل في الشارع المصري، في وقت تعالت فيه الأصوات المنددة بأحداث السويس وبورسعيد. أعلن مجلس الدفاع الوطني المصري الذي يترأسه الرئيس محمد مرسي أنه يدرس حاليا إعلان حالة الطوارئ أو ”حظر التجول” في المناطق التي شهدت أعمال عنف. وأصدر المجلس بيانا جاء فيه ”يؤكد المجلس على قيام جميع مؤسسات الدولة باتخاذ كافة التدابير بما يحفظ المنشآت والأهداف الحيوية، بما في ذلك إمكانية إعلان حظر التجول أو حالة الطوارئ في بعض المناطق”، فيما قالت مصادر إعلامية أن اشتباكات عنيفة تجددت بين الأمن المصري والمتظاهرين على أطراف ميدان التحرير من ناحية كوبري قصر النيل، وذكر شهود أن قوات الأمن المركزي اعتقلت عددا من المتظاهرين، في حين طاردت إحدى المصفحات عددا آخر في ميدان التحرير. وحاولت الشرطة إعادة الهدوء إلى عدد من المدن المصرية التي شهدت مظاهرات واسعة مؤخرا احتجاجا على سياسات الرئيس محمد مرسي. وأكد ذات المصادر أن الأوضاع تتفاقم في المدن المصرية حاليا وسقف الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن يتجاوز سقف ما يجري في القاهرة وحدها. كما أن هجوم قوات الأمن على ميدان التحرير يتزامن مع زيارة وفد أمريكي مؤلف من عسكريين ومسؤولين أمنيين وصلوا إلى القاهرة في زيارة مفاجئة أمس الأحد، فيما نقلت وسائل الإعلام عن مراقبين مصريين أن الهجوم على ميدان التحرير هو محاولة إخوانية لتصوير الأحداث أمام واشنطن ولندن وكأنها مكافحة للشغب. من جانبهم عبر بعض الخبراء المصريين عن قلقهم من أن يؤدي تدخل العسكريين وخبراء مكافحة الإرهاب الأمريكيين في الشأن المصري إلى قلب الأمور رأسا على عقب. المعارضة تحمل مرسي مسؤولية العنف حذر أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، من حال الفوضى التي تشهدها القاهرة ومختلف المحافظات المصرية، ودعا مرسي إلى الخروج عن صمته، محذراً من أن الأزمة قد تؤدي إلى حرب أهلية.من جانبه، أصدر التيار الشعبي المصري برئاسة حمدين صباحي، بياناً جديداً أعلن من خلاله تأكيده على استمرار الثورة وتضامنه مع ما تقرره القوى الثورية على الأرض من كافة الأشكال الاحتجاجية. ودعا التيار الشعبي كافة الأطراف المعنية إلى عدم استخدام العنف المفرط، مؤكداً أن المسؤولية الأولى عن الأحداث الأخيرة تقع بالأساس على كاهل السلطة الحاكمة. وجاء في البيان عدم السماح بأي محاولة لعزل مدن القناة عن باقي الجمهورية، وأشار إلى أن الغضب الشعبي سيتصاعد ما لم يستجب الرئيس بخطوات حقيقية للمطالب المشروعة. وقد دعا شباب جبهة الإنقاذ الشعب المصري للخروج في مظاهرات، اليوم الاثنين، للتنديد بأحداث العنف ولاستكمال الثورة. وكانت جبهة الإنقاذ الوطني قد لوحت بمقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة في مصر، وقالت إن الرئيس المصري محمد مرسي فقد شرعيته بعدما أظهر أنه رئيس لجماعة الإخوان المسلمين فقط وليس لكل المصريين.مسؤولية شحن الناس بالكراهية ضد النظام. الإخوان يتهمون الإنقاذ بالبلطجة حمّلت جماعة الإخوان المسلمين ما وصفته بالإعلام المضلِّل، مسؤولية شحن الناس بالكراهية ضد النظام والتحريض، وقالت في بيان لها إن البلطجية والعصابات السوداء اعتدت على الشرطة والأفراد والمؤسسات الحكومية والممتلكات. واتهمت أحزاباً سياسية بالصمت على إدانة هذه الجرائم، بل وترحيب بعض القوى بها، ما يمنح مرتكبيها غطاء سياسياً، بحسب الجماعة.وأضاف البيان أن المصريين سيظلون متمسكين بالتصدي للمخربين واستكمال مسيرة الثورة وتحقيق أهدافها. وأضاف أن تحقيق أهداف الثورة مسؤولية جماعية، مطالباً بإدانة المفسدين ومحاسبتهم وفقاً لأحكام القانون. وانتقد حلمي الجزار، عضو الهيئة العليا في حزب الحرية والعدالة، الدور الذي تقوم به جبهة الإنقاذ الوطني. وقال إنها محاصرة في نفسها وبنفسها، فضلاً عن أنها لا ترغب بالحوار، على حد تعبيره. أمريكا وبريطانيا تغلقان سفارتيهما في القاهرة بسبب أعمال العنف أعلنت السفارتان الأمريكية والبريطانية في مصر، يوم الأحد، إغلاق أبوابهما بسبب الظروف الأمنية في القاهرة والتي تشهد أعمال عنف في الذكرى الثانية للانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. وقالت السفارة الأمريكية في بيان عبر موقعها الإلكتروني على الأنترنت إنها علقت تقديم الخدمات العامة بما فيها اصدار التأشيرات وخدمات الرعايا الأمريكيين ومركز المعلومات. كما قالت السفارة البريطانية إنها ستغلق أبوابها أمام الجمهور يوم الأحد. ونشرت السفارة أرقاما تليفونية عبر موقعها على الانترنت للتواصل مع الرعايا البريطانيين. من جهتها، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، عن قلقها العميق من الاشتباكات العنيفة التي شهدتها مدينة بورسعيد المصرية. ودعت أشتون السلطات المصرية إلى إعادة الهدوء والنظام، كما دعت كل الأطراف إلى ضبط النفس.