سفارة الجزائر: "الأنصار ملزمون بإتقان 12 لغة وإثبات حسن السلوك في 5 سنوات للحصول على الجنسية" قرر عدد كبير من الجزائريين الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا لحضور فعاليات كأس إفريقيا للأمم 2013، بعد الخسارة التي لحقت أمس الأول بالمنتخب الوطني، المكوث ببلاد مانديلا وعدم العودة إلى أرض الوطن مجددا، حيث قصد عدد هام منهم سفارة الجزائربجنوب إفريقيا للاستفسار عن كيفية السماح لهم بالإقامة هناك وفق الطرق القانونية ولاسيما بعد أن التقوا بجزائريين مقيمين ببريتوريا منذ فعاليات كأس العالم 2010. قال عدد من الأنصار الذين التقتهم ”الفجر” بملعب روستنبورغ خلال مباراة الجزائر الطوغو أن هذا اللقاء سيحدد مصير المنتخب الوطني في فعاليات كأس إفريقيا كما سيحدد مصيرهم هم حيث قال ياسين وهو مناصر من باب الوادي أنه في حال عدم نجاح المنتخب الوطني سيبقى في جنوب إفريقيا ولن يعود نهائيا إلى الجزائر لاسيما وأنه أنفق 60 مليون سنتيم لتشجيع المنتخب الوطني الذي خيب آماله كما باع سيارته لتوفير هذا المبلغ ليصدم بسلسلة الخسائر التي تكبدها أشبال حليلوزيتش. وأضاف ياسين أنه قرر الزواج من ابنة صاحب الفندق الذي يقيم فيه ببريتوريا لتسهيل الأمور عليه كما أبدى إعجابه ببلاد مانديلا التي أوضح أنها بالرغم من بعدها عن الجزائر وتواجدها بالقارة الإفريقية إلا أنها متطورة جدا وتوفر كل وسائل العيش الكريم على خلاف ما هي عليه الأوضاع في الجزائر التي تشهد ارتفاعا في الأسعار وانخفاضا في الأجور. من جهته، مراد وهو مناصر الفريق الوطني من وهران قال أنه أنفق كل ما عنده للقدوم إلى جوهنزبورغ وأنه كان ينوي منذ البداية عدم العودة إلى الجزائر أين يعاني البطالة منذ سنوات بالرغم من أنه مهندس دولة في الإعلام الآلي حيث لم يتمكن حتى من إيجاد لقمة العيش ببلاده في الوقت الذي تمكن فيه أصدقاؤه الذين قدموا إلى جنوب إفريقيا سنة 2010 لحضور فعاليات المونديال من إيجاد منصب شغل هنا ويقبضون رواتب تزيد عن 20 مليون سنتيم إذا ما تم تحويلها إلى الدينار الجزائري. سمير أيضا وهو إبن مدينة أم البواقي قال أنه يقيم بجنوب إفريقيا منذ سنة 2010 عندما شاركت الجزائر في مونديال جوهنزبورغ كما يشتغل هنا لدى محل لبيع المواد الغذائية صاحبه برتغالي الأصل مشيرا إلى أن معظم الجزائريين هنا يقيمون لدى البرتغاليين كما أنه يتلقى أجرا محترما ولا يعاني من أية مشاكل وبالرغم من أنه لا يمتلك بطاقة هوية ووثيقة للإقامة إلا أنه تحصل على رخصة التنقل والعيش وهو ما يجعل إقامته هنا وفق سياق قانوني ولا يعاني أية مشاكل تنغص عليه معيشته ومن الناحية المادية قال سمير أنه يتلقى راتبا محترما جدا يضاعف 10 مرات الراتب الذي كان يتلقاه بالجزائر أين كان يشتغل عاملا بمقهى شعبي كما يعامله صاحب المحل البرتغالي معاملة حسنة في حين أشار إلى أنه يمتلك صديقة يونانية تقيم هنا هي التي سهلت له الأمور وساعدته على تسوية الوثائق القانونية للعيش بسلام في هذا البلد الذي لا مكان فيه للمحسوبية و”المعريفة” على حد تعبيره. سفارة الجزائر: ”الجنسية بعد 5 سنوات ورخصة التنقل في 6 أشهر” قال ملحق ديبلوماسي بسفارة الجزائر في جنوب إفريقيا التقيناه بمطار جوهنزبورغ أن عددا كبيرا من الجزائريين يرغبون في التنقل للاقامة في جوهنزبورغ والحصول على لقمة العيش هنا حيث يتوفر العمل كما يظنون مشيرا إلى أن جنوب إفريقيا من بين البلدان التي لا تفرض صعوبات كبرى على الراغبين في الإقامة بها كما أنها تمنحهم تسهيلات عظمى لا نجدها في بلدان أخرى على غرار بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر وكذا رخصة التنقل والإقامة وأخيرا الجنسية الجنوب إفريقية مشيرا إلى أنه بإمكان كافة الجزائريين الحصول على هذه الامتيازات بعد خمس سنوات من إقامتهم في جنوب إفريقيا إذا أثبتوا السلوك الحسن والفعالية في العمل والمردودية العالية. كما أوضح ذات المسؤول أن الجزائريين مثلهم مثل غيرهم بجنوب إفريقيا يخضعون إلى فترة تجريبية للنظر في سلوكهم حيث يتم منحهم بعد 6 أشهر رخصة التنقل وبعد سنتين الإقامة وعقب 3 سنوات تسهيلات أخرى ليتحصلوا على الجنسية في ظرف 5 سنوات. وبشأن العمل هناك أوضح المتحدث أنه حتى يتمكن الجزائريون من الحصول على منصب شغل لائق لدى مؤسسة جنوب إفريقية فبالإضافة إلى الشهادة الجامعية هم مطالبون بإتقان 12 لغة وهي اللغات المعتمدة لدى حكومة جنوب إفريقيا للحصول على عمل دائم يتم ترسيمهم به وهو ما يجد فيه الجزائريون صعوبة بالغة تجعل معظمهم يفضلون العمل في الحلاقة وبيع المواد الغذائية والألبسة وكذا لدى المطاعم. بين 100 ألف رند و400 ألف رند أجرة الجزائريينبجنوب إفريقيا يقيم معظم الجزائريين الذين يقطنون بجنوب إفريقيا بالعاصمة بريتوريا أو مدينة ”لوديوم” حيث تتواجد الأغلبية المسلمة كما تتوفر هذه المدينة على 5 مساجد ومطاعم لبيع الأكل الحلال ومحلات لبيع لحوم حلال وذلك إلى جانب الجالية المغربية والتونسية والمصرية وكذا الهنود الذين يمثلون الأغلبية الساحقة من المسلمين في جنوب إفريقيا. ويشتغل أغلبية الجزائريين هناك بقطاع التجارة الذي يدر عليهم أرباحا وصفوها بالطائلة تتراوح بين 100 ألف رند و400 ألف رند وهو ما يعادل بين 10 مليون سنتيم و40 مليون كما أن معظمهم حلاقين وبائعين لدى محلات الأكل الخفيف والمطاعم والمواد الغذائية والألبسة في الوقت الذي يعتمدون فيه على الإيجار لإيجاد سقف يأويهم بهذه البلاد وتمكن عدد كبير منهم من اقتناء سيارة بفعل الأجور المعقولة التي يتقاضونها، حيث أوضح سمير وهو أحد الجزائريين الذين التقيناهم هناك أن السيارات بجنوب إفريقيا في متناول الجميع وبإمكان أي شخص يرغب في الحصول عليها اقتناءها دون أية مشاكل في حين أن معظم السيارات هنا ذات نوعية جيدة ومخالفة تماما لتلك المتواجدة في الجزائر كما أن الأشخاص الذين لا يتمكنون من اقتنائها هم أشخاص لا يرغبون في ذلك ويفضلون تخزين أموالهم إلى غاية العودة إلى الجزائر للاستقرار هناك. جزائريون ”يرتدّون” في جوهنزبورغ وتحدث نفس الجزائري الذي يقيم بجنوب إفريقيا وتحديدا بالعاصمة بريتوريا عن ظاهرة أخرى يعيشها الجزائريون هناك وهي ظاهرة الدخول في المسيحية، حيث قام عدد كبير من المتوافدين على جنوب إفريقيا بالخروج عن ديانة الإسلام وممارسة الشعائر المسيحية مرجعا ذلك إلى النقص الكبير في عدد المسلمين بالمنطقة وكذا غياب الأكل الحلال وهو ما يدفع بعدد كبير منهم إلى الدخول في المسيحية مع العلم أن معظمهم ينتمون إلى منطقة القبائل وتحديدا أزفون بتيزي وزو وأقبو ببجاية حيث أنه بمجرد أن يتمكن أحدهم من الحصول على مكان للإقامة وشغل حتى يمهد الطريق لإخوانه الجزائريين وأبناء بلدته ليتنقلوا هم أيضا للإقامة بلاد مانديلا.