إذا كانت رحلة الذهاب من بريتوريا أين يقيم أنصار الخضر إلى مدينة بولوكواني وبالضبط إلى ملعبها بيتر موكابا الذي كان مسرحا لأولى مواجهات الخضر ضد سلوفينيا كانت في أجواء مرحة، فإن رحلة العودة كانت كابوسا حقيقيا على الأنصار. * الحافلات سخرت لأغراض أخرى * بعد وصول الحافلات التي قارب عددها50 حافلة إلى ملعب بيتر موكابا تم الاتفاق على الالتقاء بعد نهاية المباراة في نفس المكان، لكن أنصار الخضر المتألمين من الخسارة لم يجدوا كل الحافلات في انتظارهم، بعد أن سخرت الكثير منها لمهام أخرى لنقل أبناء البلد المنظم وآخرين من جنسيات مختلفة، ليجد الجزائريون أنفسهم في الشارع ويتزاحمون حول الحافلات التي بقيت في انتظارهم. * * الكثير من الأنصار لجأ إلى الشرطة * وما زاد الطين بلة هو أن الحافلات التي كانت تنتظر الجمهور الجزائري غيرت مكانها دون سابق انذار، مما جعل الكثير من الأنصار يظلون الطريق، ومع انتشار خبر أن مدينة بولوكواني هي أخطر مدينة في بلاد مانديلا ازداد الهلع، مما جعل الكثير يلجأ للشرطة بحثا عن الأمان. * * البعض دفع 200 رند للعودة إلى بريتوريا * ولم يجد الكثير أي حل سوى اللجوء لسيارات النقل الجماعي والتي انتهز أصحابها الفرصة لرفع السعر إلى أعلى، حيث أصروا على الدفع المسبق ل200 رند، أي ما يعادل 2500 دينار جزائري، من أجل العودة إلى بريتوريا. * * الكثير طالب بالعودة إلى الجزائر * مباشرة بعد الوصول، اجتمع الأنصار في مقر اقامتهم "هيوس ايريكا" وطالبوا باستفسرات من ممثلي الديوان الوطني للسياحة والنادي السياحي الجزائري، ووصل الأمر بالكثير منهم طلب العودة للجزائر، لأن التنظيم كان كارثيا بكل المقاييس. * * رداءة نوعية الأكل زادت من الاحتجاجات * وما زاد من اصرار الأنصار على التمسك بمطلب العودة إلى الجزائر، هو النوعية الرديئة للوجبات المقدمة والتي تفتقد دوما إلى الخبز وكذا الماء، مما جعل الكل يشبهها بوجبة المساجين. * * من سبب الفوضى؟ * ويبقى المتهم الرئيسي في الفوضى التي حدثت، الهيئات المشرفة على الرحلات التي هي الحاضر الغائب في جنوب افريقيا، وانعدام التنظيم أصلا، مما جعل الفوضى تعم ويجد الأنصار أنفسهم يصارعون المجهول وغياب الحوار أشعل النار. * * تساؤلات قبل التنقل إلى كيب تاون * إذا كانت رحلة التنقل من بريتوريا إلى بولوكواني على مسافة تقدر بحوالي 273 كلم قد فشلت فشلا ذريعا، فالتساؤلات تبقى مطروحة وبقوة في الرحلة التي ينتظر أن تنطلق اليوم من بريتوريا إلى كاب تاون علما أن المسافة تبلغ 1460 كلم، وبما أن البعض سيتنقل جوا والبعض الآخر سيتنقل برا وتذاكر الطائرة الموجودة لا تحمل أي اسم، فينتظر أن يبلغ الصراع أشده لضمان التنقل الجوي.