هدد حزب ”المؤتمر من أجل الجمهورية” - المشارك في الائتلاف الثلاثي الحاكم حاليا في تونس - والذي يتولى الرئيس التونسي منصف المرزوقي رئاسته الشرفية، بالانسحاب من الحكومة الحالية بعد أن فشلت المفاوضات بين أطراف التحالف الحكومي، الذي تقوده حركة النهضة في التوصل إلى اتفاق حول التعديل الوزاري المنتظر منذ مدة. وقال الأمين العام لحزب المؤتمر، محمد عبو، في تصريحات للصحفيين بعد انتهاء اجتماع استثنائي للمجلس الوطني للحزب استمر إلى ساعة متأخرة من ليلة أول أمس السبت، إن الاجتماع قرر سحب الوزراء المنتمين للحزب من الحكومة الحالية ”في أجل أسبوع إذا لم يقع الإمضاء على الوثيقة المتعلقة بالأداء الحكومي المتفق عليها بين أطراف الترويكا (الائتلاف الثلاثي)”. وأوضح أنه إذا لم تقع الاستجابة إلى هذا المطلب في الاجل المذكور، فإنه سيتم تنفيذ قرار الانسحاب دون الرجوع مجددا إلى المجلس الوطني للحزب، مشيرا إلى أن حزب المؤتمر، إذا انسحب من الائتلاف الحاكم، ”سيلتحق بالمعارضة وسيبحث عن تحالفات سياسية جديدة ويدعم الجهود الرامية إلى تحقيق الانتقال الديمقراطي”.يذكر أن الائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة، والذي انبثق عن انتخابات أكتوبر 2011 لادارة شؤون البلاد خلال المرحة الانتقالية، يضم بالإضافة إلى حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وهو حزب الرئيس منصف المرزوقي، حزب ”التكتل من أجل العمل والحريات” برئاسة مصطفة بن جعفر، الرئيس الحالي للمجلس الوطني التأسيسي. وكانت المفاوضات بين قيادات أحزب الائتلاف قد انطلقت قبل نحو ثلاثة أشهر من أجل التوصل إلى اتفاق حول طبيعة ومدى التعديل الوزاري للحكومة الحالية، التي يرأسها أمين عام حركة النهضة، حمادي الجبالي من أجل إعطاء ”صدمة إيجابية” للعمل الحكومي، كما صرح بذلك هذا الأخير، وتحقيق متطلبات التنمية في البلاد وتنظيم الانتخابات القادمة خلال الصيف القادم، غير أنها تعثرت على مدار الأسابيع الأخيرة قبل أن تصل حاليا إلى مأزق حقيقي.