حلّ في اليومين الماضيين وفد وزاري مختص في النباتات بالمنطقة الحدودية بوادي سوف لمعاينة مرض غريب مفاجئ ظهر على نخيل بلديات الشريط الحدودي يدعى السوسة الحمراء التي تؤدي إلى هلاك النخيل وتلفها في حال لم يتم مكافحة هذه السوسة بمبيدات خاصة ،وجاء تحرك السلطات المركزية خوفا من انتقال عدوى السوسة إلى دولة تونس المجاورة وبالتالي تشكيل أزمة زراعية بتونس خاصة مع هبوب رياح قوية هذه الأيام على الصحراء الشرقية مما يساعد السوسة على الانتقال بسهولة كبيرة. وأوضحت مصادر “الفجر”، أن اجتماعا عاجلا احتضنته قاعة الاجتماعات بمقر بلدية الطالب العربي الحدودية المتاخمة لدولة تونس الشقيقة حضره الوفد المذكور بمعية إطارات من المعهد الوطني لحماية النباتات بالجزائر العاصمة، والمديرية الجهوية لوقاية النبات بولاية بسكرة، ومفتشية حماية النباتات بمديرية المصالح الفلاحية بالوادي، وكذا تقسيمة الفلاحة بالدائرة وفيه قدّم المختصون شروحات وافية للسلطات المحلية حول مخاطر داء سوسة النخيل الحمراء عن طريق عرض لأشرطة فيديو، تخللته تدخلات لبعض المختصين بغية تعريف أعوان الجمارك، والفلاحين، بمخاطر هذه الحشرة السامة التي انتشرت بشكل كبير في دول حوض المتوسط، وبالضبط في المغرب الأقصى 2008 وتونس عام2011، ووضعهم في الصورة الحقيقية، للتصدي ومحاربة هذه الظاهرة، بحكم أن المنطقة حدودية، وكثيرا ما يتم تهريب أشجار النخيل، ونقلها من مكان لآخر، لذا عمد هؤلاء لإشراك أعوان الجمارك، نظرا لدورهم الكبير، في حماية الاقتصاد الوطني، ومهامه الرقابية.وتعرض الاجتماع لكيفية تشكّل هذه الحشرة في كامل مراحلها وخاصة فترة اليرقات، حيث أوضح المفتش الرئيسي شوية عبد الواحد أن هذا اللقاء يتدرج ضمن، حملة تحسيسية تشمل الخضروات وأشجار الزيتون والنخيل، مشيرا أن مصالح الفلاحة بالوادي ستضع مصائد جنسية هرمونية على الحدود مع تونس ،من أجل اصطياد جنس الذكر من هذه الحشرة من الداخل التونسي مخافة توغلها في الأراضي الجزائرية. وتمتد هذه العملية لعدة أسابيع تحت رقابة أعوان الجمارك، وتجديدها باستمرار. كما خصصت منشورات ومطويات، تصور بالألوان كيفية ظهور هذه الحشرة الخبيثة. وكشفت المهندسة بالمعهد الوطني لحماية النباتات بالحراش بن عبد الرحمان فتيحة أنه وبعد التجارب التي، ظهر أن الحشرة، لم تدخل للجزائر لحد الساعة ولكن على الفلاحين بالمناطق الحدودية وجوب الحيطة والحذر، نظرا لصعوبة رصدها، وتبليغ مصالح الفلاحة القريبة من مقر سكناه على الفور. أما المدير الجهوي لوقاية النباتات ببسكرة فذكر بأن الوزارة بصدد إدراج مخطط وقائي يحمي ثروة النخيل بالجزائر، وحذر في آن الوقت من السوسةالبيضاء التي لها مبيدات كمياوية تقتلها، ودعا إلى عدم الاستهانة بها، نظرا لما خلفته في دول الخليج العربي من خسائر لقتلها لأكثر من مليون نخلة..