أوضح بوحوش تماسيني مفتش حماية النباتات على مستوى مديرية المصالح الفلاحية بورقلة، ل "صوت الأحرار" أن عملية الرفع الثالثة على التوالي للعينات على مستوى الأفخاخ الموضوعة لاكتشاف أي تواجد لسوسة النخيل الحمراء، كانت سلبية لحد الآن، وتدل المؤشرات أن نفس النتيجة هي في بقية ولايات الجنوب المعنية. وكانت "صوت الأحرار" قد انفردت بنشر تفاصيل قضية الخطر الداهم الذي يتهدد ثروة النخيل في الجزائر بشكل حقيقي، عن طريق السوسة الحمراء التي وصلت إلى المغرب وهذه الحشرة الضارة يصنفها الخبراء في الصنف "أ" أي من الحشرات الأكثر خطورة على النخلة، إذ تقضي على أنسجتها وعروقها من الداخل في وقت قياسي ولا يمكن النجاة منها إلا بحرق الشجرة المصابة، كما أن عدواها سريعة لأنها تتحول بعد أن تفقس البيوض على شكل دودة إلى يرقة ثم حشرة طائرة تطير في الطلعة الواحدة عدة كيلومترات، ولا يمكن مقارنة تأثيرها المدمر إلا بحشرة "البيوض" التي دخلت من المغرب أيضا عن طريق تبادل الشتلات وأتربة الزرع والحناء ومواد أخرى بين سكان المناطق الحدودية بالجنوب الغربي مع المملكة المغربية في السبعينات، و لم يسلم من البيوض إلا النخيل المتواجد بولايات الجنوب الشرقي للوطن أين يتركز اليوم النسبة الساحقة من إنتاج التمور كما ونوعا. وقد تم وضع، على غرار بقية ولايات الجنوب الشرقي والغربي، منذ بدايات شهر أفريل بورقلة 25 فخا من مادة الفيرمون الجنسية من أجل اكتشاف وجود الحشرة من عدمه، كما وضعت هذه الفخاخ في خمس مناطق يكثر فيها النخيل مع الحركية الكبيرة للجبار والشتلات بحاسي بن عبد الله، وكاف السلطان ومعهد الفلاحة الصحراوية والمعهد الوطني للبحث الفلاحي وسيدي ماضي بتقرت. وتأخذ العينات مرة كل أسبوع من الفخاخ، ثم ترسل إلى المحطة الجهوية لحماية النباتات بغرداية، والمعهد الوطني لحماية النباتات بالعاصمة من أجل التحليل والمعاينة، وقد كانت النتائج سلبية لحد الآن في كل الولايات المعنية، وستستمر هذه العملية لمدة ستة أشهر ثم يتقرر مواصلتها أو الاكتفاء بتدابير الوقاية المتمثلة في منع دخول شتلات نخيل الزينة من الحدود البرية والمطارات والموانئ إذا كانت قادمة من دول مصنفة أن السوسة الحمراء متواجدة بها، خصوصا المغرب نظرا للقرب الجغرافي والتهريب والتسريب الذي يمكن أن يتم من خلال الحدود البرية على الخصوص.