حذر باحثون جزائريون وأجانب، من دخول »السوسة الحمراء« أحد الأمراض الفتاكة بالنخيل إلى الجزائر، داعين السلطات المعنية إلى تكثيف الرقابة على الحدود ومراقبة كل المنتجات الزراعية المستوردة لمنع انتقال هذه الحشرة المضرة، بالمقابل كشف المدير البحث الوطني للبحث الزراعي فؤاد شهات عن إعداد مخطط وطني لبحث وتنمية النخيل، ينتظر الشروع في تطبيقه شهر ديسمبر المقبل بعد المصادقة عليه. سجل باحثون دوليون قدموا من 17 دولة، في الملتقى الدولي حول زراعة النخيل نظم أمس بالمعهد الوطني للأبحاث الزراعية بالحراش، وجود أمراض جديدة باتت تشكل خطرا على ثروة النخيل بالجزائر، توجد على مشارف حدودها الشرقية والغربية بعد أن دخلت إلى كل من تونس وليبيا والمغرب، ويتعلق الأمر ب »السوسة الحمراء« وهي حشرة فتاكة تصيب كل أنواع النخيل. وقال الدكتور متولي نبوي أستاذ بجامعة توشا بإيطاليا، في تصريح ل »الشعب« إن »السوسة الحمراء« لغاية الآن أصابت 51 دولة في العالم آخرها الولاياتالمتحدةالأمريكية في أكتوبر الماضي، كما أنها أصبحت تهدد ثروة النخيل في الجزائر نظرا لدخول هذه الحشرة إلى كل من المغرب، وتونس وليبيا البلدان المجاورة لها. وأوضح الدكتور متولي، أن مصدر هذه الحشرة الهند وماليزيا وقد انتشرت في العديد من دول العالم عن طريق تبادل النخيل التجاري. وقدم الدكتور القادم من جامعة توشا الايطالية، بالمناسبة جهاز حقن آلي يستخدم في علاج النخيل وأشجار الفاكهة والزينة من الأمراض والآفات، بما فيها مرض البيوض والسوسة الحمراء، ويعتمد الجهاز على 10 زيوت طبيعية لمعالجة أمراض النخيل نهائيا، كما أنه يساعد في تحسين المحصول والإنتاج. ودعا الخبير العراقي، الدكتور إبراهيم الجبوري في حديثه ل »الشعب« السلطات الجزائرية إلى منع دخول أي فصيلة من نخيل الزينة أو الشتلات بعد أن ثبت أن حشرة السوسة الحمراء المهددة للنخيل تنتقل عبرها. وأشار الدكتور الجبوري، إلى أن حشرة السوسة الحمراء دمرت أكثر من 10 ملايين نخلة بالعالم العربي، بعد أن وصلت إلى السعودية، والعراق وتونس، والمغرب وليبيا. ونبه الخبير العراقي، إلى خطر المعالجة الكيميائية لهذه الأمراض، نظرا لتأثيرها على النباتات والخضر المحيطة بالنخيل، داعيا إلى التركيز على المواد الصديقة للبيئة حتى تكون آمنة على النبات والإنسان على حد سواء. واعترفت الدكتورة بجامعة هواري بومدين نادية بوقيدورة، في تصريح لها بالمناسبة بالخطر الكبير الذي تشكله »السوسة الحمراء« على ثروة النخيل، حيث أكدت أنه في حال انتقالها لا قدر الله لأبادت 17 مليون نخلة الموجودة في الجزائر، الأمر الذي يفرض على السلطات تشديد الرقابة الصحية عبر جميع الحدود، ومراقبة الفواكه والخضر المستوردة لمنع انتقال هذه الحشرة، كما دعت إلى تطوير الباحثين وتحسيس الفلاحين بأهمية القيام بمراقبة دورية لجميع مزارع النخيل. 9 ملايير دينار لتمويل المخطط المرتقب وأعلن مدير المعهد الوطني الجزائري للبحث الزراعي فؤاد شهات، عن إعداد مخطط وطني لبحث وتنمية النخيل، ينتظر أن يشرع في تطبيقه الشهر الداخل. ويعد هذا المخطط بمثابة حزام الأمان من كل الأمراض والآفات المهددة لثروة النخيل في الجزائر، حيث سيعتمد على عدة تقنيات كلاسيكية ومتطورة لمعالجة جميع الأمراض، بمشاركة جميع الفاعلين من إطارات معاهد البحوث، ومديريات المصالح الفلاحية المنتشرة بالوطن، والولايات المعنية بتطبيق المخطط. وقال مدير المعهد الوطني في تصريح ل»الشعب« أن المخطط الوطني لتنمية النخيل الذي تم إعداده منذ سنة 2007، يحتاج إلى غلاف مالي يقدر ب 9 ملايير دينار لتنفيذه خلال الأربع سنوات المقبلة، داعيا مديرية البحث العلمي والتكنولوجي، إلى المساهمة في تمويل البحوث التي يجريها المعهد في إطار المخطط. وسيحاول المخطط، حسب شهات، التركيز على الاستعمال العقلاني للمواد الكيميائية المستعملة في مكافحة الأمراض لحماية النباتات والخضر المحيطة بأشجار النخيل. وسجل ذات المسؤول الاتجاه نحو تصنيع »الجبار« علاج مرض البيوض، بعد أن تأكدت فعاليته في معالجة هذا المرض، لتوزيعه على الفلاحين مستقبلا. ودعا شهات، إلى رفع مستوى البحوث للاستجابة لمشاكل النخيل التقنية، والتحكم في الأمراض والفطريات، وطالب الباحثين بتسريع البحوث لإيجاد حلول تطبيقية للمشاكل الفلاحية لاسيما تلك المرتبطة بالنخيل، لأنها نظام إنتاجي أثبت قدراته في إنتاج وتغذية شعوب الصحراء لقرون. تسويق التمور مشكل حتى البحوث وقفت عاجزة أمامه ولم يخفي المتحدث، أن تسويق التمور، يبقى أحد المشاكل التي لم تستطع البحوث إيجاد حلا لها، بل وقفت عاجزة أمامها بسبب النظرة الضيقة للمتعاملين اتجاه الأسواق الدولية. وقال شهات، في هذا السياق، إن »حجم تصدير هذه المادة لا يعكس قدراتنا الإنتاجية، ففي الوقت الذي تشير فيه الأرقام إلى تحقيق إنتاج بأكثر من 700 ألف طن سنويا، لا نصدر سوى 20 ألف طن«. وشدد شهات على ضرورة إيجاد أسواق بديلة للأسواق الأوروبية التي تتعامل أكثر مع جيراننا في هذا المجال، معتبرا لقاء اليوم فرصة لإيجاد طرق لتسويق التمور ومساعدة المتعاملين على اكتشاف أسواق جديدة.