كشفت مراجع موثوقة ل”الفجر”، من مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي لوهران، أن عدد الإصابات بداء السيدا عرفت ارتفاعا كبيرا ومقلقا، حيث تعد الولاية في المرتبة الأولى على المستوى الوطني بمعدل 1800 إصابة، تليها العاصمة ثم عنابة. وأوضحت المصادر الطبية ذاتها ل”الفجر” أنه تم إحصاء 23 إصابة جديدة بداء فقدان المناعة “الأيدز” وسط الأطفال الصغار سنة 2012، حيث تم تسجيل ارتفاع نوعي في عدد الإصابات بداء فقدان المناعة المكتسبة وسط شريحة الأطفال التي تتراوح أعمارهم بين شهر و 7 سنوات، بعد تلقيهم العدوى من أمهاتهم المصابات بالداء. وتم إحصاء 12 طفلا حديث الولادة، في الوقت الذي اكتشفت الإصابات لدى آخرين بعد إجراء فحوصات طبية. من جهة أخرى، تشهد الأدوية الخاصة بمرض السيدا ندرة فادحة بالمقارنة مع أسعارها الباهضة التي تبلغ 7 ملايين سنتيم، على غرار دواء “لازيدو فيدويال” الذي يعد جد ضروري بالنسبة للمرضى حاملي فيرو س الإيدز، والذي يعتبر مكملا ل 3 أدوية أخرى، وتناوله يعني منع انتقال العدوى في الدم وانتشاره، إضافة إلى دواء “تيمودال”، ما يستدعي تكفلا طبيا ونفسيا خاصا. في سياق آخر، كشفت مصادر طبية متطابقة بوهران أنه تم تسجيل نسب عالية في عدد حاملي فيروس الأيدز وسط المثليين، حيث تم إحصاء 6 إصابات وسط الرجال من الشواذ. وخلال فحص أزيد من 300 شخص تبينت إصابة 24 شخصا من فئة المثليين. وأردفت ذات المصادر الصحية أن حالات الشواذ تمثل 50 بالمائة من مجموع المصابين بداء الأيدز، وذلك بعد تفشي ظاهرة الممارسات الجنسية الشاذة في المجتمع ، حيث أن التفسخ الأخلاقي والتبعية الاجتماعية والثقافية للغرب أوقعت نسبة كبيرة من الشبان وراء الدناءة وممارسة الشذوذ، ناهيك عن انتشار بيوت الدعارة وحانات المجون بعاصمة الغرب الجزائري التي تعد قطبا سياحيا هاما وقبلة لأزيد من 16 ولاية مجاورة. من جهة أخرى، وعلى الصعيد الوطني، فقد كشفت آخر الإحصائيات عن تسجيل أزيد من 5 آلاف حالة حاملة للفيروس بالوطن مقابل تسجيل 1118 حالة مصابة نخرها الوباء الذي يستدعي رعاية ومرافقة طبية متواصلة. وفي هذا السياق ذاته، أكدت مصادرنا أيضا أن جل حاملي الفيروس تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 40 سنة، منهم نساء حوامل أغلبهن اكتسبن المرض من أزواجهن نظرا لغياب الوعي، ما ينقل الداء أيضا إلى الجنين، وهي الظاهرة التي بلغت معدلات قياسية ونتجت عنها ظواهر خطيرة، منها التشتت الأسري والطلاق والمتابعات القضائية وسط الأزواج، وغيرها من الظواهر الاجتماعية التي أصبحت تتحدى بناء المجتمع. وفي هذا الإطار كشفت نفس المصادر أن هناك 30 بالمائة من النساء الحوامل ينقلن الفيروس إلى الجنين رغم تبني البرنامج الوقائي الذي يسعى إلى خفض نسبة انتشار العدوى من الأم الى الجنين، من خلال الكشف السريري عن المرأة الحامل للتّيقن من إصابتها بالفيروس. وفي حالة تأكد الإصابة يتم تشخيص حالتها خلال الثلاث أشهر الأولى من الحمل ومراقبة نمو الجنين، وفي الشهر السابع تبدأ الحامل رحلة العلاج بتناول الأدوية الكفيلة بالقضاء على الفيروس ومنع تنقله إلى الجنين، كما تأخذ كل الإحتياطات الضرورية في سبيل الحفاظ على سلامة الجنين، إذ يقوم الأطباء بعملية قيصرية للمرأة المصابة لتفادي انتقال العدوى إليه إذا تمت ولادته طبيعيا. كما تمتنع عن الرضاعة الطبيعية لتعوضها بالرضاعة الاصطناعية، لمنع تنقل الفيروس أيضا.