الغنوشي يحرض وزراءه على الجبالي وحديث عن استقالة المرزوقي قريبا بلقيش مشري ل"الفجر":"الترويكا في مقدمتها النهضة مسؤولة عن اغتيال بلعيد ومبادرة الجبالي شجاعة"
قال رئيس حزب العمال حمّة الهمامي، أن ”التدخل الأجنبي لن يؤثر على سير ما تبقى من المرحلة الانتقالية في تونس”، مضيفا أنه إذا استمر الوضع على حاله ستتجه الأمور إلى سيناريو الجزائر في التسعينيات، مؤكدا في نداء للنهضة أن ”شرعية الصندوق والشارع لا تعني القتل”. وقال رئيس حزب العمال في لقاء مقتضب مع ”الفجر”، بفندق المشتل بالعاصمة تونس، على هامش تنشيطه لتجمع شعبي، أن الحكومة والمؤسسات التي تسيطر عليها حركة النهضة الإسلامية بالاشتراك مع أحزاب الترويكا، فقدت شرعيتها ومصداقيتها، خاصة بعد مقتل المناضل المعارض شكري بلعيد الأسبوع الماضي، مضيفا أنه إذا استمر الوضع على حاله فإن سيناريو العنف الإسلاموي الذي عاشته الجزائر منتصف التسعينيات غير مستبعد بتونس. وفي هذا الصدد، قال الهمامي مخاطبا زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي: ”شرعية الشارع والصندوق لا تعني القتل يا نهضة”. وجدد الهمامي ترحيبه بمبادرة الوزير الأول حمادي الجبالي، بتشكيل حكومة تقنوقراط، ومبرره في ذلك أن الوضع العام في تونس اليوم يتطلب حكومة جديدة، حكومة إنقاذ البلاد وتكون، حسب المتحدث، محدودة العدد على أن تحظى بدعم الشعب بكل توجهاته وفعالياته، كما دعا المتحدث أن تتولى هذه الحكومة الانتهاء من صياغة دستور تونس وحل ملف شهداء الثورة ووضع القانون الانتخابي ووضع قانون العدالة الانتقالية مع تحديد موعد للانتخابات ومواجهة الفساد. كما يدعو رئيس حزب العمال المنتمي للحركة الشعبية لتنظيم ندوة للحوار التونسي للخروج بحلول توافقية، منها وضع حد لحالة الاحتقان السياسي الذي تعرفه تونس سنتين بعد إسقاط النظام البوليسي لبن علي. تونس: رشيد. ح
الإعلان عن الحكومة الجديدة غدا الخميس الغنوشي يحرض وزراءه على الجبالي وحديث عن استقالة المرزوقي قريبا تتواصل الانشقاقات داخل حركة النهضة الإسلامية التونسية، بسبب مقترح الوزير الأول حمادي الجبالي بتحوير حكومي، حيث نقلت مصادر ”الفجر” أن رئيس الحركة راشد الغنوشي طالب وزراء الحركة المعنيين بالتغيير بالانشقاق عن وزيرهم الأول، الذي يشغل أيضا الامين العام لحركة النهضة الذي من المزمع أن يعلن التدوير يوم الخميس، فيما بدأ الشارع التونسي في الحديث عن استقالة مرتقبة للرئيس المؤقت منصف المرزوقي. وبحسب مانقلته مصادر ل”الفجر” من داخل حركة النهضة الذي تدير شؤون الحكم في تونس خلال انعقاد مجلس الشورى مساء أمس الأول، فإن الانسداد يزيد اتساعا بين الوزير الأول حمادي الجبالي ورئيس النهضة راشد الغنوشي، بسبب تمسك هذا الأخير بحق الحركة بالحقائب السيادية خاصة وزارتي الداخلية والخارجية، فيما يصر الأمين العام للحركة والوزير الأول حمادي الجبالي بحكومة تكنوقراط تسحب هيمنة النهضة من الوزارات السيادية وهي الحكومة التي يعلن عنها الجبالي غدا الخميس بحسب نفس المصادر. وقد استبق زعيم الحركة راشد الغنوشي، لقاء مجلس الشورى الذي انتهى بتمسك النهضة برفضها لمقترح الجبالي، اجتماع بوزراء الحركة، وهو الاجتماع الذي دعا فيه راشد الغنوشي وزراء النهضة للخروج عن طاعة وزيرهم الأول حمادي الجبالي، خاصة وزراء الشؤون الخارجية عبد السلام الذي يملك علاقة مصاهرة مع الشيخ راشد الغنوشي، إلى جانب وزير الداخلية علي لعريض ووزير النقل عبد الكريم هاروني. وكانت ”الفجر” قد نقلت سابقا تفاصيل عن انشقاقات داخلية بحركة النهضة والإطاحة براشد الغنوشي من على رأسها غير مستبعد، لاسيما في ظل تعالي الأصوات المنددة بتسييرها لشؤون الجمهورية التونسية. من جهة أخرى، تتداول بعض الأوساط التونسية حديثا عن رغبة رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي في الاستقالة من منصبه الذي يشغله منذ سنتين، وقد يكون الحديث عن استقالة الرئيس منصف المرزوقي وراء رفض الغنوشي لمقترح منصب الجبالي بتدوير حكومي، رغم أن المقترح يحظى بدعم الطبقة السياسية على اختلاف توجهاتها إلى جانب الطبقة الشعبية وفعاليات المجتمع المدني. مبعوث ”الفجر” لتونس : رشيد. ح
”الترويكا في مقدمتها النهضة مسؤولة عن اغتيال بلعيد ومبادرة الجبالي شجاعة”
بلقيش مشري نائب رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ل”الفجر”
كشفت بلقيش مشري، نائب رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان التونسية، أن أحزاب التوريكا الحاكمة بتونس مسؤولة مباشرة عن حادثة اغتيال المناضل شكري بلعيد، مضيفة في لقاء مع ”الفجر”، أن عدم حل رابطات حماية الثورة لحركة النهضة وتحييد دور العبادة ووقف الخطابات التجييشية ضد العلمانيين والديمقراطيين يؤدي إلى تصاعد موجة العنف في تونس. وقالت المسؤولة الثانية في الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، أن ”أحزاب الترويكا على رأسها حركة النهضة الإسلامية، مسؤولة عن جريمة اغتيال المناضل شكري بلعيد”، وحجتها في ذلك أن ”النهضة وشريكيها في الحكم لم يأخذوا مأخذ الجد صفارات الإنذار المنددة بالعنف وتصاعد التيار السلفي الذي توغل إلى دور العبادة بخطابات تجيشية ضد العلمانيين والديمقراطيين من حقوقيين وصحفيين ومثقفين بصفة عامة”، لذلك تدعو الرابطة إلى الإسراع في سن قانون لتحييد دور العبادة وجعلها اماكن عبادة وفقط. وأضافت المتحدثة في نفس السياق، أن الاعتداء المعنوي ضد الشهيد شكري بلعيد، بدأ بمسجد تسيطر عليه تيارات فكرية تابعة لحركة النهضة وهي المساجد الذي كفرت شكري بلعيد على غرار الكثير من الطبقة المثقفة بتونس. ودعت الرابطة التونسية لحماية حقوق الإنسان، أيضا، إلى الإسراع في حل رابطات حماية الثورة التي تسيطر عليها حركة النهضة للتقليل من موجة العنف والتطرف. وعن التحقيق القضائي في عملية اغتيال المناضل شكري بلعيد، دعت المتحدثة إلى الإسراع في إتمام التحقيق والكشف عن الجاني أو الجناة، حسب تعبيرها أمرا وتنفيذا وتخطيطا، وهو تحقيق تطالب الرابطة التونسية لحقوق الإنسان بأن يكون نزيها ومستقلا. ووصفت بلقيش مشري مبادرة الوزير الأول حمادي الجبالي بالشجاعة لتطويق أزمة الاحتقان السياسي، لكن شرط أن تكون هذه الكفاءات مستقلة ومحايدة وأن تحظى بوفاق وطني، كما تدعو الرابطة، حسب نفس المسؤولة، إلى مؤتمر وطني ضد العنف بجميع أشكاله للحفاظ على استقرار تونس.