الرئيس التونسي المرزوقي يسحب وزراءه من حكومة النهضة قرر حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يتزعمه الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي الانسحاب من حكومة "الترويكا" التي تشكلت في تونس غداة انتخابات المجلس التأسيسي في أكتوبر 2011 و أعلن قياديون في حزب الرئيس التونسي المؤقت أن الوزراء الخمسة للحزب في الحكومة سوف يقدمون استقالتهم جماعيا ، و هو ما يرفع درجة الأزمة السياسية في تونس بعد اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد نهاية الأسبوع الماضي. و كان حزب الرئيس المرزوقي قد طالب حكومة النهضة التي يقودها أمين عام الحركة حمادي الجبالي بعزل وزراء الداخلية و العدل و الخارجية من مناصبهم كشرط لبقائه في التحالف الثلاثي "الترويكا" قبل تعرض شكري بلعيد للتصفية الجسدية، و أعطى مهلة تنتهي يوم 10 فيفري (أمس) للانسحاب من تحالف الترويكا. من جهته أكد أمس رئيس الوزراء التونسي، حمادي الجبالي، أنه ماض في تشكيل حكومة تكنوقراط ، رغم انسحاب حزب المؤتمر من الحكومة الحالية. وتوقع الجبالي أن يتم الإعلان عن تشكيل حكومة الكفاءات خلال أيام، لأن الوضع الحالي لا يحتمل التأخير حسب تصريحاته ، وقال إنه ليس مرغما دستوريا على الذهاب إلى المجلس التأسيسي للحصول على موافقة على الحكومة الجديدة. وأضاف لا أرى انقساما حادا في المجتمع التونسي، موضحا أن الانقسام في النخبة السياسية ، وأكد أنه لن يغادر حزب النهضة الحاكم إلا إذا قام الحزب بإخراجه من صفوفه ، مضيفا أنه تعلم الكثير من هذا الحزب. وشدد على أن المجتمع التونسي لن يقبل لغة العنف السياسي، ولا يمكن أن يقبلها، مشيرا إلى أن المجتمع سيتصدى للاغتيالات ، وذكر أن الرصاصات التي قتلت المعارض اليساري شكري بلعيد كانت موجهة ضد الثورة التونسية ، وطالب كافة الأطراف بضبط النفس وتجنب التصعيد والامتناع عن تبادل الاتهامات. و كان رئيس الحكومة الجبالي أعلن عشية اغتيال شكري بلعيد أنه سيقوم بتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة من الكفاءات الوطنية لتولي إدارة شؤون البلاد في مرحلة ما قبل الانتخابات. و هو القرار الذي رفضه حزبه النهضة.