قالت صحيفة ”نيويورك تايمز”، إن منطقة إيفوغاس الحدودية مع الجزائر، والتي يأوي إليها الإرهابيون ممتلئة بالكهوف والجبال الوعرة التي عُرفت على أنها طريق لبدو الطوارق منذ زمن طويل، ستكون مسرحا للمرحلة الثانية والأصعب من الحرب بمالي. وأشارت إلى أنه من الممكن أن تكون القوات الفرنسية الخاصة قد بدأت عمليات لها في إيفوغاس، مثل الاستطلاع والإعداد لعمليات إنقاذ للرهائن الفرنسيين الذين يُعتقد أنهم محتجزون في المنطقة، لكن العبء القتالي الأكبر سيقع على عاتق القوات الإفريقية. ونقلت عن مسؤولين عسكريين فرنسيين قولهم إن السير من بئر إلى أخرى، ومن قرية إلى أخرى هي مهمة ستقوم بها القوات الإفريقية. ونقلت عن غربيين سافروا في هذه المنطقة المحاذية للجزائر قولهم إنها تختلف عن أفغانستان، في كون جبالها معتدلة الأحجام نسبيا ”لكن ظروفها القاسية تجعل منها قلعة أو حصنا طبيعيا كبيرا به مخابئ لا حصر لها”. وقال الكولونيل ميشيل غويا بمعهد الأبحاث الإستراتيجية بالأكاديمية العسكرية الفرنسية إن ”المنطقة واسعة جدا ومعقدة، تتطلب قوات لإغلاقها وأخرى لشن الغارات، وهذا سيستغرق وقتا طويلا”. وقال ملحق عسكري غربي في العاصمة المالية باماكو إن عدد المسلحين الإسلاميين مثار جدل، إذ يقول بعض الناس إنهم حوالي بضع مئات بينما يقول آخرون إنهم عدة آلاف، وأشار إلى أنهم انتشروا الآن على مسافات بعيدة وأخفوا أنفسهم أكثر. وأضاف بأن الفرنسيين قاموا بغارات جوية قليلة على المنطقة مؤخرا، مما يشير إلى أنهم لم يجدوا إلا القليل من الأهداف للهجوم عليها. وذكر بيير بويلي الخبير بالمنطقة من جامعة السوربون إن المسلحين خبيرون بأساليب الحياة في الجبال، حيث يزودون أنفسهم بالطعام من البدو الذين يمرون بالمنطقة، ويحصلون على الماء من الآبار الكثيرة والبرك. وأضاف أن مصادر المياه المذكورة ستكون فرصة للفرنسيين والقوات التشادية تمكنها من مراقبة المسلحين دون عناء كبير. وقال مسؤول عسكري فرنسي كبير إن الآبار والبرك عبارة عن برج مراقبة في كل أنحاء الصحراء. وأشار إلى أن المسلحين ظلوا لسنوات يشيدون مرافق لهم بالمنطقة ويعدون الكهوف ويخزنون الطعام والأسلحة والوقود، ”لكن أماكن لجوئهم بالضبط لا تزال مجهولة”. ومع ذلك لا يزال هناك جزء من المسلحين لم تستطع القوات الفرنسية إخراجهم من مدن الشمال التي ادعت أنها حررتها. وكان الجنرال كارتر أف هام قائد القوات الأميركية في إفريقيا قال -في حديث له بواشنطن الشهر الماضي- إن أقصى ما يمكن عمله ضد المسلحين هو السيطرة عليهم وتفريقهم.