14 شخصية أغلبهم من عرب شمال مالي في باريس قال شهود عيان ل”الفجر” إنهم شاهدوا في مدينة كيدال - أحد أبرز معاقل الجهاديين - تعايشا غريبا بين أطراف الصراع في مالي، الذين أوقدوا شرارته، حيث تتواجد قوات تشادية بتعداد 880 جندي مع بعض الفرنسيين ومجموعات من عناصر ”أم أن لا”، والأغرب أن مجموعات من حركة أنصار الدين التي يتزعمها إياد أغ غالي كانت هناك. اختلط الحابل بالنابل في مالي، التي أصبحت مسرحا لجرائم فظيعة يدفع المدنيون وحدهم فاتورتها، خاصة من العرب التي تستهدفهم حرب عرقية، بعد المواقف الأخيرة للحركة الوطنية لتحرير الأزواد، ولم يعد يعرف سكان شمال مالي الذين أنهكتهم الحرب ماذا يحدث مؤخرا، خاصة مع التعايش الغريب وغير البريء بين أبزز أطراف الصراع هناك، خاصة بين الفرنسيين وأنصار الدين، الذين أعلنت بسببهم باريس الحرب على مالي لتحريرها من الجماعات المسلحة. وأضافت المصادر ذاتها، أنه منذ أيام قليلة وبالضبط صبيحة يوم 11 من الشهر الجاري هاجمت جماعات من أنصار الدين قوافل للجيش التشادي بمنطقة ”اكلهوك” الواقعة على بعد 250 كلم من برج باجي مختار، كما تحدثت الأنباء أنه في نفس التاريخ وصلت قوات من التشاد - التي تعد من الجيوش الإفريقية ذات الخبرة الكبيرة جدا في حروب الصحراء والرمال - إلى منطقة ”اكادوتان” على بعد 100 كلم من مدنية برج باجي مختار الجزائرية. وتساءلت مصادرنا عن الأسباب الكامنة وراء حالة الوئام والصلح بين عناصر من القوات الفرنسية، التي كانت سباقة لإعلان التدخل العسكري في مالي لتحريره من الجماعات الجهادية، وبين جماعات من أنصار الدين خاصة التي بادرت إلى التقدم نحو جنوب البلاد، بسبب ما وصفته بتجاوزات قوات النظام المالي في حق السكان، ليستغيث الرئيس المالي بالوكالة ”ديونكوندا تراوري” بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وتبدأ الحرب الذي حاولت دول المنطقة وفي مقدمتها الجزائر تسويتها بالطرق السلمية، نظرا للتداعيات الخطيرة لهذه الحرب على المنطقة وصعوبتها الكبيرة في مطارد أشباح يجيدون التخفي في الصحاري والاحتماء بمافيا التهريب والسلاح، والأهم أن الضربة العسكرية الفرنسية - التي فاجأت حينها المجتمع الدولي بالنظر إلى سرعتها - أجهضت مساعي القبائل العربية التي كانت تناقش في مدينة أدرار الجزائرية سبل تجاوز التدخل العسكري في مالي وتحرير الرهائن المختطفين لدى جماعة الجهاد والتوحيد. من جهة أخرى كشفت مصادرنا أن 14 شخصية من شمال مالي، يمثلون مختلف الأطياف وأغلبهم من عرب شمال مالي، سافروا منذ قرابة 5 أيام إلى فرنسا دون أن تقدم مصادرنا معلومات أكثر عن الغرض من هذه الزيارة، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تأتي في ظروف استثنائية بالنظر إلى التجاوزات الخطيرة في حق السكان العرب في شمال مالي.